عرض مشاركة واحدة
قديم 08 - 06 - 2016, 05:52 PM   رقم المشاركة : ( 19 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,351,114

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: هل هناك أسفار مفقودة من الكتاب المقدس؟

والتسليم هنا يعني التسليم الشفوي فماً لأُذن من أُناس رأوا وعاينوا (كانوا شهود عيان) وخدموا " الكلمة - lo,gou " من " lo,goj"، الرب يسوع المسيح. فالكلمة هنا ليست كلمة منطوقة؛ بل هو " الكلمة - lo,goj" الذي شاهدوه وعاينوه وكانوا خداما له. كما أن الكلمة المستخدمة هنا " شهود عيان " هي " auvto,ptaiautoptai " وهي كلمة يونانية قديمة ومصطلح طبي لم يستخدم في العهد الجديد سوى هنا فقط ليعني المشاهدة بالعين مباشرة. وهذه الكلمة بالذات تُستخدم الآن في فحص حالات بعد الموت autopsy فتعطي الانطباعات الشخصية عن الحالة. لذلك أردف الطبيب لوقا مع شهود العيان " خدَّام الكلمة "، بمعنى أنهم رأوه وفحصوه جيداً بمقتضى الوجود والتزامل والخدمة، وهكذا أصبحت روايتهم واضحة وصادقة بكل يقين!!
كما يعني قوله " الذين كانوا منذ البدء معاينين وخداما للكلمة" أو " الّذينَ كانوا مِنَ البَدءِ شُهودَ عِيانٍ وخدّامًا للكَلِمَةِ"، الذين كانوا مع المسيح منذ بداية رسالته كقول القديس بطرس عند اختيار بديلا ليهوذا " فينبغي أن الرجال الذين اجتمعوا معنا كل الزمان الذي فيه دخل إلينا الرب يسوع وخرج منذ معمودية يوحنا إلى اليوم الذي ارتفع فيه عنا يصير واحدا منهم شاهدا معنا بقيامته " (أع1: 21و22). و " الكلمة " هنا كما تعني شخص المسيح تعني أيضاً الرسالة الإنجيلية بكاملها دون أي تغيير، حيث يقصد بها تسجيل كلام المسيح وأعماله وشخصه، كما أكد هو نفسه في بداية سفر أعمال الرسل " الكلام الأول أنشأته (دونته) يا ثاوفيلس عن جميع ما ابتدأ يسوع يفعله ويعلّم به إلى اليوم الذي ارتفع فيه " (أ1: 1-2).
ويعني قوله " معاينين أو شهود عيانautoptaiauvto,ptai"، كما أوضحنا أعلاه أنهم لا يتكلمون إلا بما رأوا بأنفسهم، أي يتكلمون عن معرفة شخصية وخبرة عملية ومعايشة كاملة لما يتكلمون عنه، أو كما يقول القديس يوحنا: " اَلَّذِي كَانَ مِنَ الْبَدْءِ، الَّذِي سَمِعْنَاهُ، الَّذِي رَأَيْنَاهُ بِعُيُونِنَا، الَّذِي شَاهَدْنَاهُ، وَلَمَسَتْهُ أَيْدِينَا، مِنْ جِهَةِ كَلِمَةِ الْحَيَاةِ. فَإِنَّ الْحَيَاةَ أُظْهِرَتْ، وَقَدْ رَأَيْنَا وَنَشْهَدُ وَنُخْبِرُكُمْ بِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَ الآبِ وَأُظْهِرَتْ لَنَا. الَّذِي رَأَيْنَاهُ وَسَمِعْنَاهُ نُخْبِرُكُمْ بِهِ " (1يو1: 1-3). وكما يقول القديس بطرس: " لأَنَّنَا لَمْ نَتْبَعْ خُرَافَاتٍ مُصَنَّعَةً إِذْ عَرَّفْنَاكُمْ بِقُوَّةِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ وَمَجِيئِهِ، بَلْ قَدْ كُنَّا مُعَايِنِينَ عَظَمَتَهُ. لأَنَّهُ أَخَذَ مِنَ اللَّهِ الآبِ كَرَامَةً وَمَجْداً، إِذْ أَقْبَلَ عَلَيْهِ صَوْتٌ كَهَذَا مِنَ الْمَجْدِ الأَسْنَى: " هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي أَنَا سُرِرْتُ بِهِ ". وَنَحْنُ سَمِعْنَا هَذَا الصَّوْتَ مُقْبِلاً مِنَ السَّمَاءِ إِذْ كُنَّا مَعَهُ فِي الْجَبَلِ الْمُقَدَّسِ " (2بط1: 16- 18).
وخلاصة الآيتين هنا هي؛ بما أن الكثير من المؤمنين قد شرعوا وقاموا بمهمة صعبة ولكنها ستكلل بالنجاح، وهي ترتيب وتدوين الأحداث من واقع ما سلم لهم ونقل إليهم عن طريق التسليم الرسولي، ما تسلموه من رسل المسيح وتلاميذه فماً لأذن، الروايات الإنجيلية والتعاليم والمواعظ، التي تسلموها شفوياً من شهود العيان، تلاميذ المسيح ورسله الذين عاشوها معه وكانوا واثقين ومتأكدين من حقيقة وصحة كل كلمة فيه، فقد تمت أماهم وبينهم ومعهم وكانوا في قلبها وبؤرتها وذروتها فقد عاشوها بأنفسهم " كنا معاينين عظمته " أو كما قال القديس بطرس " نحن الذين أكلنا وشربنا معه بعد قيامته من الأموات " (أع10: 43)، وكانوا متأكدين وواثقين إلى ملء الثقة والاقتناع من صحة كل كلمة فيها.
3 – ثم يضيف " رأيت أنا أيضا إذ قد تتبعت كل شيء من الأول بتدقيق أن اكتب على التوالي إليك أيها العزيز ثاوفيلس " (لو1: 3). أو " رأيتُ أنا أيضًا، بَعدَما تتَبَّعتُ كُلَّ شيءٍ مِنْ أُصولِهِ بتَدقيقٍ، أنْ أكتُبَها إليكَ، يا صاحِبَ العِزَّةِ ثاوفيلُسُ، حسَبَ تَرتيبِها الصَّحيحِ، حتّى تَعرِفَ صِحَّةَ التَّعليمِ الّذي تَلقَّيتَهُ ".
وكلمة رأيت " e;doxe kavmoi. - edoxe kamoi " هنا لا تفيد مجرد الرؤية فقط بل تعني استحسنت " it seemed good to me as well "، أي استحسنت عمل أولئك الذين دونوا من قبلي لذا استحسنت أن أنضم إليهم بل وأستفيد من عملهم. ثم يقول " إذ قد تتبعت " وهنا يستخدم الكلمة اليونانية " parhkolouqhko,tiparhkolouqhkoti " والتي تعني: تفحصت بدقة، تتبعت عن قرب. وهذا الفعل استخدمه جالينوس الطبيب اليوناني المشهور لتشخيص وفحص أعراض الأمراض.
" مِنْ أُصولِهِ بتَدقيقٍ " أي من بدايته ومصدره فهو هنا يؤكد على تتبعه لكل شيء من بدايته، أي رجع لكل شيء ودرسه وتفحصه من مصدره، فقد كان معه التسليم الرسولي الذي تسلمه عن شهود العيان وخدام الكلمة، الرب يسوع المسيح، وكان في إمكانه الرجوع إلى أكبر عدد منهم ليتحقق من صحة كل ما تسلمه، مثلما رجع للعذراء القديسة مريم التي روت له أحداث البشارة والميلاد، سواء الخاصة بيوحنا المعمدان أو الخاصة بالرب يسوع المسيح بكل دقة، وهذا واضح من تأكيده وقوله: " وأما مريم فكانت تحفظ جميع هذا الكلام متفكرة به في قلبها " (لو2: 19)، " وكانت أمه تحفظ جميع هذه الأمور في قلبها " (لو2: 51). فقد رجع لكل شيء كمؤرخ دقيق أجمع العلماء على دقة كل حرف كتبه.
وكلمة " اكتب على التوالي إليك " ترجمت بدقة " أنْ أكتُبَها إليكَ ... حسَبَ تَرتيبِها الصَّحيحِ "، وكلمة " على التوالي " هنا وردت في اليونانية " kaqexh/jkathexees "، وهي اصطلاح فني دقيق يعني " بنظام وترتيب ".
  رد مع اقتباس