ب. تعاليم الإنجيل
يطالبنا الكتاب المقدس بالتوبيخ على الخطيئة.
يتبع الكتاب المقدس، عند تعامله مع الخطيئة، نهجا مخالفا تماما لما يدعو إليه علماء النفس. فبدلا من تبرير الخطيئة، يحمل الله الناس مسؤولية الخطيئة. وبدلا من الامتناع عن التوبيخ وإعطاء التعليمات، يعلمنا الكتاب المقدس مرارا وتكرارا أنه يجب علينا أن نوبخ الخطاة وأن نرشدهم ليصححوا حياتهم.
سفر الأمثال ١٩: ٢٠ ـ ـ اسمع المشورة واقبل التأديب، لكي تصير حكيما في أواخرك. يقول علماء النفس أنه لا ينبغي لنا أن ننصح الآخرين، في حين يقول الله عكس ذلك. كثيرا ما يطلعنا الإصغاء إلى مشورة الآخرين على ما نحن في أشد الحاجة إلى سماعه.
سفر الأمثال ٢٨: ٤ ـ ـ أولئك الذين يهملون الشريعة يحمدون الشرير، والذين يحفظون الشريعة يسخطون عليه. إذا كنا نعذر ونبرر السلوك الأثيم، شأننا في ذلك شأن الكثير من علماء النفس، نكون بذلك قد أهملنا شريعة الله. لكن أولئك الذين يحفظون شريعة الله سوف يجاهرون بآرائهم ضد الخطيئة.
إنجيل لوقا ١٧: ٣ ـ ـ إذا أخطأ أخوك إليك فوبخه؛ وإن تاب فاغفر له. الغفران هو أحد تعاليم الإنجيل الأساسية. لا يجوز لنا أن نحمل الأحقاد أو أن نسعى إلى الانتقام. لكن من الواضح أن نفس الإنجيل يعلم بأنه ينبغي إعلام الخطاة بأنهم على خطأ.
كتاب أعمال الرسل ٨: ٢٢ ـ ـ عن طريق الوحي، وبخ الرسول بطرس مسيحيا خاطئا وطلب منه أن يندم على سيئته وأن يصلي طلبا للمغفرة. يجب علينا أن نقلد مثل هذه الأمثلة (رسالة بولس إلى أهل فيليبي ٣: ١٧؛ ٤: ٩). الدعوة إلى التوبة هي جوهر الإنجيل. إذا فشلنا في نقل تلك الرسالة إلى أولئك الذين يعصون الله، فنحن معلمين مزيفين!
رسالة بولس الثانية إلى تيموثاوس ٤: ٢ـ ٤ ـ ـ اكرز بالكلمة، انتهر ووبخ على الخطيئة. يتطلب منا الوعظ بإخلاص، أن نوبخ الخطيئة. علاوة على ذلك، السبب في أنه يجب علينا أن نوبخ الخطيئة هو أن الكثير من الناس يبتعدون عن الحق لكنهم يريدون من الواعظين تبرير خطيئتهم. هذا هو بالضبط ما يقوم به علماء النفس. إنهم من ذلك النوع من المعلمين المزيفين الذين يدغدغون آذن الناس، الذين يخبرون الناس بما يرغب هؤلاء في سماعه، بدلا من التوبيخ على الخطيئة.
لا تخبرنا مثل هذه المقاطع بأنه ينبغي علينا أن نوبخ الخطيئة فحسب، لكنها تخبرنا أيضا بالاحتراس ممن يرفضون توبيخ الخطيئة أو يبررونها ويخلقون لها الأعذار، مثلما يفعل الكثير من علماء النفس تماما!
[رسالة بولس إلى أهل أفسس ٥ : ١١]