يصف آدمز نموذجا لجلسة استشارية:
"يستهل الزبون الحديث: 'أنا متضايق جدا'. يركز المستشار على الكلمة ويعكسها إليه بألفاظ مختلفة: 'أرى أنك ممزق بين أمرين'. 'هذا صحيح'، يقول الزبون، 'إني مكروب'. 'أنا أفهم'، يجيب المستشار، 'أنت مضطرب تماما'. 'لا أعرف ماذا أفعل حيال مشكلة معينة'، يقول الزبون. 'أنت تحاول العثور على حل'، يقول المستشار. 'نعم، هذا صحيح. أنا أعاني من مشاكل تتعلق بالشذوذ الجنسي. هل تعتقد أن الشذوذ الجنسي هو خطأ؟' يسأل الزبون. ويجيب المستشار، 'أرى أنك تسألني إذا كان الشذوذ الجنسي مقبول أخلاقيا أو دينيا'" (آدمز، صفحة ٩١، ٩٢).
كما لو أنك تتحدث إلى جهاز التسجيل!
وبالتالي ينصحنا علماء النفس بقوة بعدم تقديم المشورة للناس! ويقولون أننا على خطأ عندما نخبر الآخرين بأنهم خطاة! إنهم يوبخوننا قائلين أنه لا ينبغي لنا أبدا التوبيخ على الخطيئة أو إدانتها!
يبدو أن التصرف الوحيد الخاطئ هو أعلام المرء بأنه على خطأ! وأن التصرف الوحيد الذي يستحق التوبيخ هو التوبيخ على الخطيئة! وأن النصيحة الوحيدة التي يمكن تقديمها هي نصح الناس بعدم تقديم النصيحة!
وباختصار، لا يمارس علم النفس ما يعظ به. ما يقصدونه حقا هو أنه يجب علينا عدم توبيخ الأشخاص الذين يمارسون الشر. لكن يبدو أنه لا بأس من توبيخ الأشخاص الصالحين الذين يحاولون تقويم الخطاة! مرة أخرى نجد أن علماء النفس يلزمون جانب الخطيئة وحماية الشر ضد الاستقامة والأخلاق.