يحتاج الأطفال بالتحديد إلى السيطرة وضبط النفس.
يقول علم النفس أن ردع الأطفال يولد لديهم شعورا بالإحباط فيصبحون أكثر تمردا. يفكر بعض الأهل، حتى أولئك الذين هم أعضاء في الكنيسة، بنفس هذه الطريقة، فيقولون للآخرين: "لا تكونوا صارمين للغاية. لا تجبروا أطفالكم على الذهاب إلى الكنيسة. دعوهم يختبرون بعض مغريات العالم. وإلا فإنهم سوف يتمردون ويفعلون أشياء سيئة حقا". يتردد بعض الأهل في الوقوف في وجه أبنائهم خوفا من أن يتمردوا بالفعل.
سفر صموئيل الأول ٣: ١٣ ـ ـ قال الله أنه حكم على بيت عالي بسبب الإثم الذي يعلم أن بنيه لعنوا به الله فلم يردعهم. عدم ردع عالي لأبنائه لم يمنعهم من ارتكاب شرور أكثر تطرفا بل دفعهم إلى إساءة استعمال منصب الكهنوت، ارتكاب الزنا، أخذ ما لا ينتمي إليهم، وتهديد أولئك الذين حاولوا منعهم باستخدام العنف (٢: ١٢ـ ١٧، ٢٢ـ ٢٥). يتوقع الله من الأهل أن يردعوا أبنائهم، لا أن يسمحوا لهم بالتنفيس عن جميع رغباتهم.
يجب على الأهل تعويد الأطفال على ضبط النفس بمحبة، مسترشدين بوصايا الله. عند القيام بذلك على الوجه الصحيح فإنه يؤدي بالطفل إلى طاعة واحترام الله ووالديه. يقول الله أن الطفل الذي يتمرد هو الذي لم يردع. لقد أنتج النهج المتساهل الذي يتبعه علماء النفس ما نراه من حولنا في المجتمع: جيلا من المتمردين الفاسقين.
نعم، الأطفال هم في بعض النواحي كالزهور المتفتحة. لكن تربية الورود أو أحواض الزهور يتطلب ممارسة السيطرة. لا يجوز أن تزرع البذور إلا عندما يكون الطقس ملائما. يجب أن تتلقى الشتلات المقدار الصحيح من الماء. يجب إزالة الأعشاب الضارة. لا ينمو الخير من تلقاء نفسه. يجب أن يغذى مع المراقبة والسيطرة.
ليست الرغبات الشريرة مثل فقاقيع المشروبات الغازية، بل مثل النار. يشبه النهج الذي يتبعه علم النفس إعطاء الأطفال كبريتا ووقودا دون قيود، على أمل أنهم لن يشعلوا سوى حرائق صغيرة. لكن الحرائق التي لا يتم تطويقها تتحول إلى جحيم. لإخماد الحريق، يجب عليك احتوائه، خنقه، وإزالة الوقود الذي يغذيه. لكن السبيل الأفضل طبعا هو تعليم الأطفال عدم اللعب بالكبريت أصلا. هذا هو النهج الذي تتبعه كلمة الله مع الشر.