إذا لم يكن هناك سلوك أفضل من غيره، يعني هذا بالمثل أنه لا يمكننا الثناء على السلوك الحميد.
إذا كان لا ينبغي لنا أن ننظر إلى أي سلوك بوصفه أسوا من غيره، يترتب على ذلك إذن أنه لا يمكننا أن نقبل أي سلوك على أنه أفضل من غيره. لا يمكننا أن نشعر بمعنى الإنجاز بسبب أعمالنا الصالحة. لا يمكننا مكافأة أو الثناء على أي عمل لكونه صالح. في الحقيقة يجب القضاء على أي تمييز بين العمل الصالح والعمل الطالح.
سفر عاموس ٥ : ١٥؛ رسالة بولس إلى أهل رومية ١٢: ٩ ـ ـ أبغضوا الشر، وأحبوا الخير، اكرهوا الشر وألزموا الخير. كيف يمكننا أن نفعل ذلك إذا لم يكن هناك أي شيء أسوا من غيره من الأشياء؟
الرسالة إلى العبرانيين ١: ٩ ـ ـ أحب يسوع البر وأبغض الإثم؛ لذلك باركه الله وكرمه. لكن كيف له أن يحب البر إذا لم تكن هناك أعمال أفضل من غيرها؟ يقول علماء النفس أنه ليست هناك فضيلة في محبة البر أو بغض الشر، وفي واقع الأمر، ليست هناك طريقة لوصف شيء ما بأنه صالح أو شرير.
سفر المزامير ١١٩: ١٢٧، ١٢٨ ـ ـ لذلك أحببت وصاياك أكثر من الذهب والإبريز، ولذلك استصوبت جميع أوامرك وأبغضت كل سبيل كذب. وفقا لعلم النفس، هذا بأجمعه هراء مستحيل.
الرسالة إلى العبرانيين ٥: ١٤ ـ ـ يتوقع الله من الناس أن ينضجوا روحيا، وأن يروضوا بصائرهم على التمييز بين الخير والشر. يتوقع الله من الناس أن يميزوا بين الخير والشر، لكن علماء النفس يقولون أن هذا غير ممكن.
ليس الإنسان حيوانا. فقد خلق في صورة الله (سفر التكوين ١: ٢٦ـ ٢٨) ومطلوب منه أن يعيش فوق مستوى الحيوانات. عندما يقول البعض أنه ليس هناك تمييز بين الصواب والخطأ، فإنهم يحطون قدر الإنسان إلى مستوى الحيوان ويدمرون معنى الحياة (سفر الجامعة ١٢: ١٣).
نبوءة أشعيا ٥ : ٢٠ ـ ـ ويل للقائلين للشر خيرا وللخير شرا؛ الجاعلين الظلمة نورا، والنور ظلمة؛ الجاعلين المر حلوا والحلو مرا! هذا هو بالضبط ما يفعله علماء النفس. يقولون أنه ليس بالإمكان التمييز بين الخير والشر، ثم يتجرؤون على القول بأن هؤلاء الذين يعملون الشر ليسوا أسوأ حالا من أولئك الذين يعملون الخير. الويل لهم.
[رسالة بولس الأولى إلى أهل تسالونيكي ٥: ٢١، ٢٢؛ سفر الأمثال ١٧: ١٥؛ رسالة بولس الثانية إلى أهل كورينثوس ١٣: ٥؛ سفر المزامير ٢٦: ٣ـ ٥]