تشمل الحجج التي يستخدمها علماء النفس في إقناع الناس على قبول أنفسهم ما يلي:
"لا تخشى أن تكون على طبيعتك".
يريد الناس أن يكونوا على طبيعتهم، وبالتالي يستخدم علماء النفس هذا لتبرير قيامهم بما يحلو لهم، حتى لو كان ذلك العمل شريرا أو غير أخلاقي. إذا كان هذا هو ما تشعر به حقا، فافعله! إن الأشخاص المصابين بعدوى هذا النوع من التفكير يتكلمون باستمرار عن "كونهم ذاتهم الخاصة". لكن الأخصائي النفسي لا يشير إلى احتمال كون ذاتك الخاصة هذه آثمة، وبحاجة ماسة إلى التغيير.
"كن أمينا مع نفسك. إذا كنت من هذا الفئة من الناس، فاقبل نفسك إذن كما أنت".
الأمانة هي شيء جيد، وبالتالي كن أمينا! إذا كان هذا هو ما تريد القيام به حقا، فإن من غير الأمانة ألا تفعل ذلك. لذا كن أمينا وقم به، حتى لو كان هذا العمل لا أخلاقي، إلى آخره.
"ما تريد القيام به هو أمر طبيعي، فإن الحيوانات في الطبيعة تندفع وراء نزواتها وليس من الخطأ بالنسبة لهم أن يفعلوا ذلك".
يؤمن علماء النفس عادة بأن كل ما هو فطري هو شيء جيد. وبالتالي، "تصرف فطريا"، مثل الحيوانات تماما. يؤدي هذا إلى، "إذا كان موافقا لرغباتك، فافعله"، بغض النظر عن العواقب الأخلاقية. يتجاهل هذا بطبيعة الحال حقيقة أنه يفترض بالبشر أن يكونوا أفضل من الحيوانات. قيامنا بكل ما نشعر به فطريا ينحط بنا إلى مستوى الحيوانات الوحشية.
"يمكن أن تكون هذه فرصة للنمو، تجربة تعليمية".
من المفترض أن تكون المعرفة والخبرة أمورا جيدة، وبالتالي يتم تبرير الشر بحجة النمو، تعلم شيء جديد، وتوسيع الأفق. لكن هذا يفترض أن كل معرفة وتقدم هي أمور جيدة. كما يقول كلپاتريك، سواء كان جيدا أم سيئا، يمكن لأي شيء أن يطابق تعريف "تجربة تعليمية".
"أنت بحاجة إلى تحسين صورتك الذاتية".
كما وصفنا سابقا، فإن الإحساس بالذنب هو في كثير من الأحيان سبب عدم احترام بعض الأفراد لأنفسهم، حيث يشعرون بالانزعاج لأنهم قد أخطئوا. بدلا من تشجيعهم على التوبة، يشجعهم علماء النفس على مجرد التغاضي عن الخطيئة لكي يتسنى لهم أن يشعروا بتحسن حيال أنفسهم. ليس المهم أن تكون صالحا، المهم هو أن يكون شعورك حسنا.
ما يفوتهم الانتباه إليه هنا هو حقيقة أنه يمكن استخدام جميع هذه الحجج لتبرير مختلف أنواع الشرور، من السرقة أو القتل إلى الاعتداء الجنسي. إذا لم أكن قد اختبرت القتل من قبل، فمن شأن القيام به إذن أن يكون تجربة تعليمية. إذا أردت القيام بذلك حقا، فينبغي أن أكون "أمينا" وأن "أكون ذاتي نفسها" وأن "أقوم بكل ما أشعر به فطريا". هذا هو ما تفعله الحيوانات.
هذا هو بالضبط نوع التفكير الذي يؤدي بالأشخاص الذين يمارسون الشذوذ الجنسي، تعدد الزوجات، الاعتداء على الأطفال، البغاء، وجميع أنواع الشرور الأخرى، إلى المطالبة بكل إصرار على "أن يقبلهم الآخرون كما هم". إذا نحن لم نقبلهم، فسيشعرون "بالانزعاج حيال أنفسهم". وبالتالي فإن غلطتنا هذه تسبب لهم الشعور بالذنب. إذا قبلناهم، سيصبح بوسعهم عندئذ أن يتخلصوا من هذه المشاعر.
تتلخص هذه الفكرة في التعبير الشائع لعلم النفس، "أنا موافق، وأنت موافق". ليس هناك من هو على خطأ. ليس هناك من هو على حق أكثر من غيره. تقبل نفسك كما أنت تماما وتقبل الآخرين كما هم.