ثانيا. غالبا ما ينظر علم النفس إلى الشعور بالذنب على أنه مرض ليس الخاطئ مسئولا عنه
ا. اقتباسات من علم النفس
يقول هاري ملت مدير إعلام الرابطة الوطنية للصحة العقلية "أن المريض العقلي يستحق الفهم المتعاطف، النوع الذي تبديه نحو شخص مصاب بمرض جسدي ... حيث تلتمس له الأعذار لعلمك أنه مريض، وأن مرضه خارج عن نطاق إرادته، وأنه بحاجة إلى تعاطفك وتفهمك. الشخص الذي يعاني من مشاكل عقلية هو الآخر مريض، وهذا الأمر هو في معظم الأحيان شيء خارج عن نطاق إرادته" (نقلا عن آدمز، صفحة ٤، ٥).
أعطى قسيس في إحدى مستشفيات الأمراض العقلية النصيحة التالية للواعظين:
"أولا وقبل كل شيء، ليس هناك الكثير مما يمكنكم القيام به كرؤساء دينيين للأشخاص المقيمين في المستشفيات العقلية. ثانيا، ما يمكنكم عمله هو دعم حق المريض في أن يشعر بظلم الآخرين له. ثالثا، من المهم أن نفهم أن الخطاة المقيمين في المؤسسات العقلية لم يعودوا خاضعين لتأنيب الآخرين في الخارج، لقد زالت الضغوط، وبهذه الطريقة فإنهم وبهدوء يتخلصون من الشعور بالذنب وتتحسن حالتهم. رابعا، يجب علينا أن نعتبر الأشخاص المقيمين في المستشفيات العقلية، ليس منتهكي ضمير، بل ضحايا ضمائرهم. وأخيرا، عندما ننظر إلى تصرفاتهم الشاذة، التي تبدو وكأنها خطايا، لكنها ليست كذلك؛ فإن المريض ليس في الحقيقة مسئولا عن أفعاله؛ إن ما يفعله هو خارج نطاق إرادته؛ إنه مريض. وهو كثيرا ما يوجه اللوم إلى نفسه بسبب أمور لا يمكنه التحكم فيها، بسبب شيء ليس خطأه هو، وهذا هو مصدر مشاكله. وبالتالي فإن سوء التصرف الذي يستحق اللوم هو من المحرمات في مستشفى الأمراض العقلية. إن النهج المعتاد دينيا فيما يتعلق بالمسؤولية، الشعور بالذنب، الاعتراف والمغفرة لا ينطبق هنا. إن ضمائر هؤلاء المرضى هي مثقلة جدا بالفعل. هؤلاء هم أشخاص محايدون أخلاقيا، وكل ما نستطيع أن نفعله هو أن نكون متنفسا لهم" (لخص من قبل آدمز، صفحة ٩).
يحث سائر علماء النفس الواعظين على "مساعدة الأسرة والمجتمع ككل على تقبل الاضطراب العقلي باعتباره مرضا وليس عارا" (آدمز، صفحة ٢٨).
يطبق الدكتور ويليام ريدار هذا المبدأ بالتحديد على إدمان الكحول والمخدرات، سرقة المعروضات من المحلات التجارية، والانحرافات الجنسية [من الواضح أن هذا يشمل الشذوذ الجنسي]. ويقول أن مشاكل جميع أمثال هؤلاء الناس "هي أمراض، وليست خطايا" (بركلي، صفحة ١٤٧).
النتيجة التي تترتب على تفسير مثل هذه التصرفات كأمراض، هي أنها تعفي المرء من المسؤولية. إنه أمر خارج عن نطاق إرادته، كما لو كان يشكو من ورم في الدماغ أو أزمة قلبية. إنها ليست غلطته. فهو ليس بخاطئ ولا ينبغي أن يكون هناك ما يثقل ضميره؛ بل هو ضحية ضميره وسوء معاملة الآخرين له.
يترتب على ذلك أيضا أنه ليس هناك ما يمكنه القيام به إزاء مشكلته. فهو لم يسببها؛ لذلك لا يمكنه معالجتها. وبالتالي يتعين عليه أن يدعو الخبراء (علماء النفس) ويدعهم يحلون المشكلة. أما إذا لم يتمكنوا من العثور على حل، فإن قضيته تصبح ميئوسا منها، لأنه ليس هناك ما يمكنه القيام به.