[walaa farouk]

زمان أبونا قريب لماما كان بيجي يعمل لنا قنديل ، كانت ماما تجيب له الطبق والزيت والكبريت ، وكنت وأنا صغير من ٣-٥ سنين مسئول أجيب له كيس القطن ، وأبونا ياخد حتة قطنة صغيرة ، ويبرمها ، ويعملها فتيل ، ويحطها في الزيت ويشعلها قنديل ، ويعمل كده في باقي القناديل حسب الصلوات ...
مرة فكرت وانا عيل أقلد ابونا واعمل قنديل ، استنيت لغاية ماما ما نامت ، ورحت المطبخ ، ما طلتش الاطباق في المطبقية لاني قزعة ، لكن طولت صينية الشاي والكبريت وما طلتش قزازة الزيت ... وجبت كيس القطن ، دا كان تخصصي ... وجيت اخد حتة قطنة صغيرة وابرمها ، واللي حصل ... طلع كيس القطن كله في إيدي ... وعملت " أكبر قنديل " في تاريخ الكرازة ، بكيس القطن كله ، وفكرت ... وتخيل : طفل ، وصعيدي ، وفكّر ... اذا ابونا ولع لربنا حتة قطنة صغيرة قعدت اليوم كله منورة ، أُمَال أنا اللي ولعت لربنا كيس القطن كله ؟؟؟ برمت كيس القطن كله في صنية الشاي ... من غير زيت ... ورحت مولع الكبريت !!!!! وما أقولكش اللي حصل ؟؟ القطن ولع وإنطفى في ثواني ، وانا صرخت ، وماما صحيت ، وضربتني على أيدي :- أنا مش قولت لك ماتعلبش بالنار ؟ خلاص يا ماما ، وحايلتني ، ودخلت تنام ، وانا قعدت ابكي ، وقامت لقيتني كده ، انت بتعيط ليه ؟ احنا مش خلاص اصطلحنا ؟ انت زعلان مني ؟ لا ياماما ، انا زعلان من ربنا ، عشان بيحب ابونا اكتر مني ، ابونا ولع لربنا قطنة صغيرة ، ربنا خلاها منورة اليوم كله وما إتحرقشي ؟ وانا ولعت لربنا كيس القطن كله ، القطن إتحرق وإنطفا ع طول ؟ ضحكت ماما وقالت لي :- مش هاتقدر تفهم دي دلوقتي ، بكرة تكبر وتفهم ... ولما كبرت فهمت
اللي كان منور وما خلاش القطنة تتحرق الزيت ... القطنة صغيرة أو كبيرة ها تتحرق لو مافيهاش زيت ... لو فيها زيت ... مش ها تتحرق ... هاتنور ...
انا القطنة ... الزيت هو الروح القدس
+ طول ما أنا مليان بروح ربنا ها أنوّر وما أتحرقشي لما نار الألم والتجربة والخطية تولع فيّ
+ ما فيش زيت نار الألم والتجربة والخطية تحرقني وأنطفي
قول في الخماسين :- يا رب زيّتني بزيت الروح القدس.