هل ضاعت منا السيرة المقدسة الروحانية ودخلنا في أزمنة التيه عن حياة القداسة والتكريس القلبي؟ فأين ومتى ضاعت رؤيتنا لملكوت الله داخلنا، الذي كان ينبغى من أجله أن نعيش ونحتمل الضيقات والمشقات بصبر عظيم ونسعد ونفرح ونتعزى بقوة قيامة يسوع فينا منتصرين على كل شيء حتى كسل الجسد نفسه؟
فنحن في الأساس ولِدنا من الله بالإيمان والمعمودية لنصنع ونتمم مشيئة الله، ففي أعماقنا كنز ثمين غالي جداً، وهو ملكوت الله الذي زُرع فينا بالخلاص الثمين، فنحن مُحملون من كنوز عطايا غالية جداً لا تُقدر بثمن، لم نتعرف عليها بعد، لأننا نضيع وقتنا في وضع عراقيل بالحجج والتبريرات التي لا تنتهي عن لماذا لا نقدر أن نُصلي ونحيا في الجو الإلهي ولا نقدر أن نُميز كلمة الحياة ونحيا بها، ونستمر نركز على ضعفنا وننظر لخطايانا ونتحسر اننا لا نستطيع أن نكون قديسين. ولذلك يهرب منا التعقل ولا نقدر على أن نعود ونتوب ونحيا لله باستقامة محققين ملكوت الله على الأرض كارزين به كرازة صالحة سليمة.