10. ايها الرجال الاسرائيليون اسمعوا هذه الاقوال. يسوع الناصري رجل قد تبرهن لكم من قبل الله بقوات وعجائب وآيات صنعها الله بيده في وسطكم كما انتم ايضا تعلمون (أعمال 2: 22)
إن كان الشيخ زاكر نايك يستشهد بهذا النص لأنه قال عن الرب يسوع المسيح “رجل”، فما الجديد الذي أتى به؟! فجميعنا نعرف أن المسيح إنسان، رجل، لكنه ليس فقط إنسان وليس فقط رجل، بل هو الكلمة الصائر إلينا في الجسد، وفي جسده نقول عنه بحسب الجسد أنه إنسان ورجل، فما الذي أضافه زاكر نايك لمعلومات أطفال المسيحيين فضلاً عن علماءهم؟! لكن، هل يقبل زاكر نايك كلام بطرس الرسول دائماً أم أنه يكيل بمكيالين فيقبل ما يظن أنه يخدم موقفه ويرفض سواه؟ قال بطرس الرسول في رسالته الأولى “أنتم الذين به تؤمنون بالله الذي اقامه من الاموات واعطاه مجدا حتى ان ايمانكم ورجاءكم هما في الله” (1بط 1: 21) وقال أيضاً “الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة لكي نموت عن الخطايا فنحيا للبر. الذي بجلدته شفيتم” (1بط 2: 24) وقال أيضاً “الذي مثاله يخلّصنا نحن الآن اي المعمودية لا ازالة وسخ الجسد بل سؤال ضمير صالح عن الله بقيامة يسوع المسيح” (1بط 3: 21)، فهل يعترف زاكر نايك بأن يسوع المسيح حمل خطايانا في جسده، وأنه جُلِد وقام من الأموات كما قال بطرس الرسول، أم أنه يكيل بمكيالين؟ أما إن كان الشيخ زاكر نايك يستشهد بهذا النص لأنه قال عن الرب يسوع المسيح أن القوات والعجائب التي عملها، قد صنعها الله بيده، فهذا يدل على أن الشيخ زاكر نايك يعوزه الكثير بعد ليعرفه!، فالمسيحيون يؤمنون أن الرب يسوع المسيح أثناء حياته على الأرض كإنسان، كان قد أخلى نفسه من المجد وأخذ صورة العبد حيث شابهنا في كل شيء ما عدا الخطية وحدها، ومن مظاهر إفتقاره للمجد المطلق، أي المجد الألوهي، مجد اللاهوت، أنه كان الله الآب يفعل المعجزات على يديه بحسب ناسوته، لكن بحسب لاهوته فهو والآب واحد في الجوهر، لكن لأن من كان يكلمهم بطرس في أول عظة لن يحتملوا هذا الشرح اللاهوتي وهم بعد يهود وأمم، فقدم لهم المعرفة اللازمة بحسب ما يتحملون في البداية من الإعلان، والكتاب المقدس يعلمنا هذا، حيث يقول الرب يسوع المسيح:
Joh 16:12 «إن لي أمورا كثيرة أيضا لأقول لكم ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن. Joh 16:13 وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتية.
ويقول القديس بولس الرسول: 1Co 3:1 وأنا أيها الإخوة لم أستطع أن أكلمكم كروحيين بل كجسديين كأطفال في المسيح 1Co 3:2 سقيتكم لبنا لا طعاما لأنكم لم تكونوا بعد تستطيعون بل الآن أيضا لا تستطيعون 1Co 3:3 لأنكم بعد جسديون. فإنه إذ فيكم حسد وخصام وانشقاق ألستم جسديين وتسلكون بحسب البشر؟
والغريب أن زاكر نايك يعرف أن تحريم الخمر مثلا في القرآن جاء على ثلاثة مراحل بحسب العادات السائدة في هذا الزمن للمسلمين الجدد (أي الذين دخلوا في الإسلام حديثا آنذاك)، حيث يقولون إن في البداية نزلت الآية [يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا {البقرة: 219}] ثم بعدها الآية [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى {النساء: 43 }] ثم بعدها الآية [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {المائدة: 90 }][8]، ومع هذا فلا تجده يعرف ما قاله بطرس الرسول بحسب قدرة الناس الوقوف أمامه، لكن بعد هذا نجد أن الكتاب المقدس أوضح بأكثر تفصيل.