4. لا يوجد جملة واحدة صريحة إدعى فيها الألوهية.
في الحقيقة، إن هذه الجملة كسابقتها، خادعة، فما هي “الصراحة” التي يطلبها الشيخ نايك؟ وإن كان يقصد الصراحة اللفظية مثل قول المسيح “أنا الله” فنرد عليه بذات منطقه بأنه لم ترد عبارة واحدة من إله الإسلام لرسول الإسلام (محمد) قال فيها: أنا الله! ولا وردت عبارة واحدة في القرآن الكريم ذُكر فيها الثالوث المسيحي ولا “الآب والإبن والروح القدس”، فضلاً عن نفي أو تأييد الثالوث، ولا توجد عبارة واحدة تكلم عنها القرآن عن تحريف نصوص كتب اليهود والمسيحيين، ولا توجد عبارة واحدة تكلم فيها القرآن عن المفهوم المسيحي للقب “إبن الله” ولا توجد عبارة واحدة تكلم فيها القرآن عن نفي ألوهية المسيح أو تكفير من يقولون بألوهيته[1]..إلخ، فهل يعني هذا إنتفاء وجود هذه العبارات إنتفاء ضدية الإسلام لها؟؛ والرب يسوع المسيح أعلن بأساليب كثيرة أنه هو الإله الحقيقي، سواء عن طريق علاقته مع الآب أو بأفعال أو ألفاظ صريحة، ولا يهم في هذا رأي الشيخ نايك من الأساس، لكن الخطأ الذي أريد أن أشير إليه هنا هو حصر الشيخ نايك لأقوال المسيح في كلام المسيح المدون فقط على لسانه، وهذا منطق غريب، إذ أن المسيحيون لا يؤمنون بالبشائر الأربعة فقط، بل بكل الكتاب المقدس، فكل الكتاب المقدس، بما فيه الكلام الذي قاله المسيح بلسانه والذي يقصده زاكر نايك، نقله إلينا الرُسل، رسل المسيح، فلماذا يقبل زاكر كلام الرسل الذي قاله المسيح ويرفض أيضاً كلام الرسل عن المسيح؟، لكن هل مجرد تصريح المسيح أو غيره بأنه الله كان سيقبل به الشيخ نايك لو رآه كما يريده الآن، دعونا نفترض أن المسيح قال نصاً بل وباللغة العربية: أنا الله، هل لو كان رآها زاكر، كان سيؤمن أن المسيح هو الله؟! بالطبع لا، كان سيضع هذا القول ضمن التحريفات التي حدثت في الكتاب المقدس وكان سيبريء “عيسى” من هذا القول، فزاكر نايك لم يؤمن بما قاله المسيح وموجود بحرفيته إلى اليوم في الكتاب المقدس، فلماذا يحاول زاكر نايك إيهامنا بأن المشكلة إنما هي في “وجود” أو “عدم وجود” نص به “أنا الله” على لسان المسيح؟ فإذا كنت لا تؤمن بأقوال المسيح الموجودة فعلاً إلى اليوم في الكتاب المقدس، وتدعي تحريفه، فما الذي يمنعك أن تُدخِل هذا القول في زمرة الأقوال المدعاة على لسان المسيح أو المحرفة عبر العصور؟! لذا فالقضية ليست وجود أو عدم وجود قول بل هي في إيمان زاكر نايك المسبق نفسه.