2. لا يعلم هل تتبع الكنيسة أم المسيح؟
يتساءل الشيخ ويقول أنه لا يعلم، هل تتبع هذه الفتاة الكنيسة أم المسيح!، وهذه، كما هو واضح، مغالطة منطقية، إذ أنه قد إفترض أن إتباع الكنيسة يُفضي حتماً إلى عدم إتباع المسيح وأن إتباع المسيح يفضي حتماً إلى عدم إتباع الكنيسة، وهذا غير صحيح بل وغير واقعي، فالصحيح هو أنها تتبع المسيح في كنيسته، فهي نفسها جزءًا من كنيسة المسيح نفسها، فالكنيسة هي جماعة المؤمنين وليست سلطة عليا، فنحن الكنيسة، لكن، من الواضح أن الشيخ يقصد بسؤاله هذا أن الكنيسة نفسها تُعلِم بتعاليم غريبة عن تعاليم المسيح، وكما رأينا أعلاه بعضاً من تعاليم المسيح، وأن الشيخ لا يؤمن بها، فماذا يقصد بـ”المسيح” الذي يتكلم عنه؟، هل هو مسيح خاص بالشيخ؟! وأما عن الكنيسة، فالكنيسة تعلمنا هذه تعاليم المسيح وتعلمنا أيضاً تعاليم المسيح لرسله، بل ونحيا بها، فالكنيسة تعلمنا عن المسيح أنه الله من حيث الجوهر وأنه إبن الله من حيث الأقنوم وتعلمنا وحدانية جوهر الإله وثالوث أقانيمه وتعلمنا أن المسيح إنما جاء ليفدي ويخلص ما قد هلك، وتعلمنا أنه مات وقام في اليوم الثالث وصعد إلى السموات وظهر لكثيرين بعد الموت وكل هذه الأمور مثبتة في الكتاب المقدس، لكن، هل يؤمن الشيخ بجل تعاليم المسيح أم يأخذ منها ما يفسره على هواه ويقول عما سواه أنه من تحريفات البشر بلا دليل، لا لشيء إلا لأنه لم يوافق هواه؟ فمن منا الذي لا يتبع تعاليم المسيح؟! في الحقيقة إن سؤال كالذي سأله الشيخ هو خاطئ برمته، وما كان عليه أن يسأله، إنما علينا أن نسأله السؤال الصحيح، هل تتبع تعاليم المسيح التي نقلتها إلينا الكنيسة أم تتبع هواه؟ فقد حق في الشيخ كلام القرآن حينما قال:أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا (43) الفرقان.