[walaa farouk]

جاء يسوع إلى الشجرة "لعلّه يجد فيها شيئًا" (مرقس 11: 13) ..

بالنسبة لشجرة التين بالذات دونًّ عن بقية الأشجار فالأوراق تأتي بعد الثمار .. وفي أوائل الربيع قبل ظهور الأوراق كانت شجرة التين تنتج ثمارًا خضراء اسمها الفقش طعمها مستساغ للفلاحين .. فإذا لم يكن هناك تين أخضر على الشجرة عندما يبدأ موسم الأوراق في الربيع فلن يكون هناك محصول التين العادي في أواخر الصيف!

فالشجرة المورقة كانت إعلانًا صامتًا بأن بها ثمارًا لأن الثمار كانت تظهر قبل الأوراق .. ولمَّا جاع يسوع هو وتلاميذه ورآى الشجرة من بعيد بها أوراق .. كان هذا دليل على أنها تحتوي على التين الأخضر ولكنه حين اقترب لم يجد بها ثمار !!

وكان هذا درسًا عمليًا للتلاميذ لا يمكن أن ينسوه أبدًا .. فالقضاء على شجرة التين على قارعة الطريق هو ليس اتلافًا للممتلكات العامة .. إنما ليعرفوا كم هي كراهية الله للرياء .. كم يكره أن نتفاخر بتقوى مظهرية دون ثمار ليست فينا .. أن لا نستغِّل الامتيازات الممنوحة لنا فيأتي وقت الحصاد وتحل الدينونة وقد استنفذت الفرص دون ثمر!

حقًا إن ما يريده رب الحصاد هو العمل والقول معًا.. الجوهر والمظهر معًا .. الثمار والأوراق أيضًا معًا ..!!