+++++++++++++++++++++++++++++++++++
( ع 1 -23 حديث بولس )
قدم الرسول سلسلة من الاحتجاجات أو الدفاع عن نفسه, جاءت في جوهرها ليست دفاعًا عن نفسه، وإنما كرازة وشهادة حية لإنجيل المسيح. احتجاجاته لم تحمل نوعًا من الخوف أو القلق من الآلام أو حتى من الموت, ولا تحمل كراهية وبغضة نحو مقاوميه, بل وجدها فرصة للتعبير عن حبه لخلاص العالم كله, خاصة مقاوميه.
يقدم الرسول بولس حياته شهادة صادقة لجديته في البحث عن الحق. فقد ولد في طرسوس، ليس في وسط أمته، لكن منذ حداثته أُرسل إلى أورشليم بقصد تعليمه في مدرسة غمالائيل (أع 22: 3). فقد بدأت حياته المبكرة فتشكل حسب الفكر اليهودي القائم على الدارسة الجادة في أعظم مدرسة يهودية دينية، عند قدمي أعظم معلم للناموس. وقد ظهرت أفكاره وآراءه وسلوكه مطابقة لما يعلم به غمالائيل، هذا بشهادة جميع اليهود.
كان مستقيمًا في إيمانه كما في حياته، يؤمن بالقيامة من الأموات على خلاف الصدوقيين، ويعترف بوجود الملائكة، يعيش على رجاء الحياة الأبدية. هذا هو رجاء الوعد المقدم للآباء وهو التمتع بالقيامة، وهو رجاء الفريسيين الذي يقاومه الصدوقيون.
هذا الرجاء الذي تحقق بقيامة المسيا المصلوب، إذ لا يفصل الرسول بولس بين الرجاء في القيامة عن الرجاء في المسيح يسوع القائم من الأموات.
كان شاول يظن أن يسوع قد دُفن في القبر وأن التلاميذ قد سرقوا جسده ووضعوه في قبر آخر. لم يكن يتوقع أنه وهو يضطهد اسم يسوع أن يراه في نوره الإلهي يعاتبه. ليس من قوة كانت قادرة أن تجتذبه إلى شخص يسوع بكونه المسيا مثل هذا اللقاء العجيب معه شخصيًا. لقد تأكد صدق قول تلاميذه أنه قام وصعد، وأنه في مجده الإلهي. كان في هذا كل الكفاية، لا ليؤمن فقط بل وأن يشهد له خادمًا وكارزًا بما رآه وما سيراه أيضا خلال الإعلانات المتوالية.
كأن الرسول بولس يقول: "نحن الذين كنا قبلاً في الظلمة"، مدركًا أنه كمن كان في القبر وقد أقامه السيد المسيح.... غاية الكرازة أن تتمتع القلوب بالاستنارة بكونها العيون التي يمكنها أن ترى نور الحق. فالخطية والجهل يغلقان عين القلب فلا تتحقق من النور. وعمل الإنجيل هو إنارة الأعين (أف 1: 18). خلال الاستنارة يتحول المؤمن من ظلمة الوثنية والخطية إلى نور الإيمان والتمتع بالبرّ. الظلمة هي شعار الجهل والخطية. لذلك يقال عن الأمم أنهم جالسون في الظلمة.
+تذكر بولس دائما دعوه المسيح له ليخدمه .فلا تنس هدف حياتك ,وهو ان تحيا لله وتستعد لابديتك , وتعلن المسيح بمحبتك , وتدعو الكل للحياة النقيه مع الله .
( ع 24 – 32 اتهامه بالهذيان )
كان بولس يجازف بحياته في جدل يقف اليهود ضده ولا يصدقه ولا يؤمن به الأمميون. لهذا دعاه فستوس بمن يهذي وقد لقي الرب يسوع نفس الاستجابة لرسالته من قبل وبالنسبة للتفكير المادي الدنيوي يبدو من الجنون أن تجازف بالكثير من أجل مكسب يبدو ضئيلا، ولكن بإتباعك المسيح ستكتشف أن المقتنيات الوقتية تبدو ضئيلة أمام أقل بركة أو مكافأة أبدية.
أجاب أغريباس على كلام بولس بتعليق ساخر. لم يرد بولس بالرفض لكنه قدم نداء شخصيا تمنى لو استجاب له كل الحاضرين المستمعين. إن إجابة بولس تعتبر مثالا جيدا لنخبر الآخرين عن خطة الله لخلاصهم. فإن النداء الشخصي الجاد أو الشهادة الشخصية قد تبدي عمق اهتمامنا بالآخرين، وقد تنفذ داخل القلوب المتقسية.
لقد انكشف قلب بولس الرسول في هذه الكلمات. فقد اهتم بخلاص هؤلاء الغرباء أكثر من اهتمامه بإزالة القيود من يديه. فاطلب من الله أن يعينك ليكون لديك شوق بولس المتحرق أن تري الآخرين يرجعون إلى الله، وهي رغبة فيها من القوة ما يحجب مشاكلك.
+ اشتياق كل مسيحى هو ان يجذب الاخرين الى معرفة المسيح الذى احبه واقتنع به كما فعل بولس هنا قائلا ( ذوقوا وانظروا ما طيب الرب ) فظروف حياة المسيحى لا تهمه ابدا اكثر من نجاح شهادته ورسالته
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
صلاة
ربى والهى ومخلصي يسوع المسيح أرجوك اجعلني من أولادك الذين يمجدونك اسمك القدوس فى كل وقت حتى لا يكون يجدف علي اسمك بسببنا ... بل نكون مستحقين ان نكون أولادك ونجذب آخرين بأعمالنا وتصرفاتنا لاننا الملح الذى يملح الارض ... فامسك بايدينا لنحقق أهدافنا وأحلامنا فى الوصول للحياة الأبدية والنعيم الدائم آمين .