"فقالوا له:
أين ذاك؟
قال لا أعلم." [12]
جاء سؤالهم الثاني: "أين ذاك؟" هل عن تشكك في شخص صانع المعجزة لأنه كسر الناموس وحرض على الكسر. فمن جانبه صنع طينًا وطلى به العينين، ومن جانب آخر أمر الأعمى أن يسير حتى البركة ويغتسل. وربما تساءل البعض كنوعٍ من حب الاستطلاع ليروا أين ذلك القادر أن يفعل هذا، وربما وُجد من تساءل عن إخلاص ليلتقي به.
أجاب الأعمى: "لا أعلم"، إذ يبدو أن السيد انسحب للحال بعد أن أمره بالذهاب إلى بركة سلوام، ولم ينتظر حتى يرجع ليقدم الشكر. فإن مسرة السيد المسيح هي في العطاء المجاني دون انتظار لكلمة مديح أو شكر. وإن عاتب على عدم الشكر فهو من أجل الآخرين، إذ يريدهم شاكرين فرحين مسبحين كالملائكة.
+ لاحظوا تواضع المسيح، فإنه لم يستمر مع من يشفيهم، لأنه لم يطلب أن يحصد مجدًا، ولا أن يجتذب الجماهير، ولا أن يظهر نفسه.
القديس يوحنا الذهبي الفم