+ غسل عينيه في تلك البركة التي تفسيرها "مرسل". إنه اعتمد في المسيح. لذلك إذ عمده بطريقة ما فيها استنارة، وعندما مسحه (بالطين) ربما جعله موعوظًا.
يرى القديس أغسطينوس في صنع الطين بالتفل إشارة إلى أن الكلمة صار جسدًا.
2 - حوارات بعد الشفاء
أ. حوار بين الجيران والأعمى
الجيران وهم شهود عيان لما حدث يعرفون الأعمى تمام المعرفة. بسبب عظمة المعجزة وعدم توقعهم لحدوثها، مروا بثلاث مراحل من الشك، أوجدت ثلاث تساؤلات:
المرحلة الأولى: تشككهم في الشخص نفسه [ל] فأكد لهم الأعمى أنه هو [ם].
المرحلة الثانية: من الذي قام بها؟ وكانت الإجابة: إنسان يقال له يسوع [١١].
المرحلة الثالثة: أين هو؟ وجاءت الإجابة: "لا أعلم" [١٢].
كان الأعمى دقيقًا ومخلصًا للغاية في إجاباته على الأسئلة الثلاثة قدر معرفته في ذلك الحين.
"فالجيران والذين كانوا يرونه قبلاً أنه كان أعمى قالوا:
أليس هذا هو الذي كان يجلس ويستعطي؟" [8]
دُهش جيرانه فقد وُلد ونشأ في وسطهم، واعتادوا أن يروه أعمى، وغالبًا ما كان يجلس مستعطيًا في بؤس، الآن فجأة صار بصيرًا، وصار بصره كاملاً، يسير هنا وهناك متهللاً. ذاك الذي لم يكن قادرًا على العمل بسبب عماه ونفسيته المحطمة، ولم يكن والداه قادرين على إعالته لذا كان يستعطي وهو جالس في الطريق أغلب يومه. لقد تغيرت حتى لهجته، وكلماته، فعوض كلمات الاستعطاف لكي ينال صدقة، صارت كلمات تحمل تسبيحًا وشكرًا. هذا وقد تمت معجزة شفائه علانية، ولم تكن خفية! مع هذا فقد تشكك البعض في شخصه، وتضاربت الأقوال، لأن شفاء مولود أعمى أمر يصعب قبوله، بل ومستحيل حسب الفكر البشري.
+ يا لحنو الله! أينما نزل بحنوه العظيم شفى حتى الشحاذين، وهكذا أبكم اليهود، فإنه لم يأخذه في اعتباره الأشخاص المشهورين أو البارزين أو الحكام، بل الذين يبدو كمن لا يتأهلون لنوال نفس الرعاية. فقد جاء لخلاص الكل.
القديس يوحنا الذهبي الفم