أنت جربت سابقاً أن تلجأ إليه وأعانك وشددك، ورفعك فوق ضعفك، ولكنك لم تتحفظ لنفسك فتهت وابتعدت وتعثرت بشهوات قلبك التي تحركت في داخلك بسبب ثغرة الكسل في الحياة الروحية، فأن كنت جربت الهروب من التفكر في خطاياك ولم تواجه نفسك ولم تعترف بخطأك أمام ابوك السماوي ووجدت أنك تتورط فيها أكثر حتى أنك جربت أن تطلب الموت ولم تجد، فما هو المانع الآن من أن تُجرب هذه المرة أن تتكلم مع الله وتضع كل ثقل خطاياك أمامه، فماذا ستخسر أو ما هو الضرر الذي سيقع عليك، طالما تطلب الموت ولا تُريد الحياة !!!
دعني أسالك سؤالاً:/ هل يا ترى رأيت سابقاً أن أم تتقزز من طفلها الصغير لأنه متسخ بكل وسخ وقذارة وذو رائحة نتنة مُنفرة !!!
أتظن ان الله نسى دعوته لك وطرحك عنه بعيداً ولن يقبلك، فانظر لبطرس الذي أنكره ولم ينساه الرب أبداً وعاد بقوة أعظم، وأنظر لجميع الخطاة والعشارين الذين تعامل معهم يسوع في حياته، وانظر توبيخه في سفر الرؤيا للكنائس ودعوته التي قدمها لهم لكي يتوبوا، فلا تيأس قط، حتى لو كل من هم حولك احتقروك من أجل معرفة خطاياك وتعثروا فيك، وقالوا ان لا حياة لك مع الله، لأن هذا كذب وغير صحيح حسب ما أُعلن لنا في إنجيل بشارة الملكوت.
فالآن انسى الخطية وكل شيء عن نفسك وذاتك، وانسى الناس بل واحذر من كل واحد يقول أنك لا تنفع أن تعيش مع الله لأنك محل عثرة، لأن من يقول هذا هو نفسه بعيد عن الله تماماً والظلمة أعمت عينيه عن بشارة الحياة فاحذر منه جداً وتجنبه، وركز فقط على عودتك لحضن من يحبك وحده أكثر من أي شيء آخر في الدنيا كلها، حتى أصدقائك وكل معارفك حتى والديك لا يحبونك مثله أبداً، بل ربما الكل يتخلى عنك وقت ما تدخل في مشكلة عميقة بسبب خطاياك الشريرة، لكن الوحيد الذي سيعتني بك ولن يتأفف أو يبتعد عنك بسبب قُبح خطاياك وكل رزيلة فيك، بل سيحملها من على كتفك ويريحك ويضمك لحضنه بقوة ويسقيك من نبع نعمته الحلو ويغسلك لتصير أبيض أكثر من الثلج، ليفرحك ويفرح بيك ومعك، هو أبوك السماوي وحده الذي يحبك أكثر من نفسك جداً.