د) المُثابرة
وصف السيد المسيح المُبشر بمثابة الزارع، قائلا: "هَكَذَا مَلَكُوتُ اللَّهِ: كَأَنَّ إِنْسَاناً يُلْقِي الْبِذَارَ عَلَى الأَرْضِ وَيَنَامُ وَيَقُومُ لَيْلاً وَنَهَاراً وَالْبِذَارُ يَطْلُعُ وَيَنْمُو وَهُوَ لاَ يَعْلَمُ كَيْفَ لأَنَّ الأَرْضَ مِنْ ذَاتِهَا تَأْتِي بِثَمَرٍ. أَوَّلاً نَبَاتاً ثُمَّ سُنْبُلاً ثُمَّ قَمْحاً مَلآنَ فِي السُّنْبُلِ. وَأَمَّا مَتَى أَدْرَكَ الثَّمَرُ فَلِلْوَقْتِ يُرْسِلُ الْمِنْجَلَ لأَنَّ الْحَصَادَ قَدْ حَضَرَ" (مرقس 4: 26-29؛ متى 13: 3-9، 18-23). ولقد قال بولس الرسول باتضاع: "أَنَا غَرَسْتُ وَأَبُلُّوسُ سَقَى لَكِنَّ اللهَ كَانَ يُنْمِي. إِذاً لَيْسَ الْغَارِسُ شَيْئاً وَلاَ السَّاقِي بَلِ اللهُ الَّذِي يُنْمِي" (كورنثوس الأولى 3: 6-7).
العمل التبشيري هو عمل إلهي-بشري مشترك. يعلم المبشرون أنهم يزرعون البذار في الأرض، وأنهم أو آخرون يروونها، ولكن الله وحده يجعلها تنمو وتنتج ثمرا في موسمها المناسب. "... إِنَّ وَاحِداً يَزْرَعُ وَآخَرَ يَحْصُدُ" (يوحنا 4: 37). يجد المبشرون إرتياحا ورضا في نتائج صغيرة وثمار متأخرة لجهودهم قد لا تكون واضحة لهم. قد لا يستجيب شخصا لرسالة الإنجيل عند سماعه الأول لها. لكن، بعد بضعة سنوات، قد تفتح قلبه للمسيح أحداث ولقاءات مثيرة في حياته. الله وحده يعلم لحظة قدومه إلى المسيح. الروح القدس لله القدير يعمل في قلب الإنسان مما يؤدي إلى إدانة الخطيئة، والإيمان بالمسيح، والميلاد الروحي الجديد، والنمو المسيحي. في الأبدية فقط سوف يعرف المبشرون كل ثمار عملهم وكدحهم لسنوات كثيرة على الأرض.