يعكس النشاط التبشيري لأي كنيسة حيويتها وقوة إيمانها التي تتجلى بوضوح في التضحية بالنفس والاستعداد لخدمة الكرازة التي قد تكتنفها الشدائد. لا تستطيع أشد الاضطهادات أن تطفىء نور إنجيل المسيح.
يؤمن المبشرون المسيحيون بيقين بأنه قد تم فداء البشر. يريدون أن يبشروا الجنس البشري بأكمله بهذا الخبر البالغ الأهمية. كنيسة بدون النشاط التبشيري هي كائن مشلول. إذ أنها تخبىء ضوء الإيمان بالمسيح تحت سلة تمنعه من إرشاد أولئك الذين يعيشون في الظلام. "وَلاَ يُوقِدُونَ سِرَاجاً وَيَضَعُونَهُ تَحْتَ الْمِكْيَالِ بَلْ عَلَى الْمَنَارَةِ فَيُضِيءُ لِجَمِيعِ الَّذِينَ فِي الْبَيْتِ. فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هَكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ" (متى 5: 15-16). يعبر عمل الكرازة عن حيوية الكنيسة. كما أنه مصدر لتجديدها وتقويتها.