نقول كمان
الجزء الثاني
علي لسان يوحنا الحبيب
+ إذن ، دعينى أذكر إيمانك هذا فى إنجيلى يا أمى ،
أريد أن أكتب عنك وعن مشاعرك تجاه القيامة
+ لا يا إبنى الحبيب ، إنجيلك هو وحى الروح القدس لك
وليس إملائى أنا ، ثم أننى أختلف كأم لإبن الله عنكم
أنتم فكان إعلان الروح لى واضحا إذ لابد أن يعزينى
إبنى ولا يتركنى
أتمزق حزنا ، أنا لا ألومكم أبدا ، لقد كان الأمر رهيبا
والعاصفة أعلى وأعتى من إحتمالكم ، فلا تتكلم عنى أنا
بل إحكى عن إيمان المريمات وبطرس وشخصك المبارك ،
دع الأمور تأخذ مجراها الطبيعى ولا تفرض إيمانى بالقيامة
المقدسة على الآخرين
أدرك يوحنا أن أمنا القديسه تريد أن تنكر نفسها كعادتها ،
هى متضعة وديعة بطبيعتها فسألها :
+ ولكن إخوتى الإنجيليين الثلاثة كتبوا فعلا ، فهل أعيد الكلام ؟
+ لا يا يوحنا ، إخوتك كتبوا من جهات مختلفه
ولم يكتبوا كل شيء ،
ألا تعرف أن أربعتكم تكملون بعضكم بعضا ؟
إن قصة الإنجيل هى قصة خلاصنا وليست تأريخا لأحداث ،
فلهذا تشعر أحيانا وأنت تقرأ ، وكأن تناقضا قد يبدو بين الثلاثة ،
ولكن القاريء بتمعن يرى أن القصص مكملة
لبعضها ولا تناقض بينها