تظهر مريم المجدلية بأمانتها الداخلية العجيبة،
جاءت إلى القبر والليل باق، مدفوعة بحبها الشديد
لذاك الذى كان فى ذلك الحين غائبا عنها، السبب العميق لحضور مريم المجدلية هنا يبدو أنه حزنها الشخصى المفرط، وإحساسها بالغياب النهائى الذى يعنيه القبر على الدوام، إنها أول من رأى الحجر مرفوعا عن القبر، لقد أراد الرب أن تشهد بأن رافع خطية العالم ( يو 1 : 29 ) قد قام، وأن الحجاب
الأخير قد رفع.
كانت المجدلية متحمسة جدا لزيارة القبر،
فقد تمتعت بمحبة السيد، ألتصقت به فى حياته وخدمته
من مالها ( لو 8 : 2 – 3 ) واستمعت إلى عظاته،
كانت محبتها قوية كالموت، إذ وقفت بجوار السيد المسيح
حتى موته على الصليب، وجاءت إلى القبر دون أية اعتبارات لما تواجهه من مصاعب، فحبها للسيد المسيح نزع عنها
كل خوف من الموت أو من القبر، جاءت إلى القبر
لتبكيه بمرارة، وتسكب طيبا وحنوطا على جسمه،
مريم المجدلية التى ألتصقت بالسيد المسيح حتى آخر
لحظات الدفن تمتعت بأول أخبار القيامة المفرحة
المجيدة : القبر الفارغ !
انطلقت مريم المجدلية إلى قبر السيد لتتمتع بشركة قيامته، يبدأ الأنجيلى هنا باليوم الأول من الأسبوع الجديد، فيفتح أمامنا زمنا آخر كليا، يعلن فيه عن حياة جديدة مقامة وعالم جديد، منذ ذلك الوقت أتخذ المسيحيون يوم الأحد يوم راحة تذكارا لقيامة السيد المسيح، وسمى : "يــــوم الــــرب " ( رؤيا 1 : 10 )
جاءت إلى القبر باكرا، فالحب يدفع المؤمن للقاء مع القائم من الأموات فى أول فرصة ممكنة، باكرا دون تراخ أو تأجيل، جاءت والظلام باق حيث أمكن لنور شمس البر أن يشرق فى داخلها، وينير لها طريق القبر الفارغ الشاهد لمجد قيامة المسيح، كان الظلام لا يزال باقيا، لكن الحب أضاء لها الطريق "