2. الشيء الثاني الذي خسره يهوذا هو غفران الرّب يسوع له. صحيح أن يهوذا أدرك أنه قد أخطأ كما قال لرجال الدين في متى 4:27 "قَدْ أَخْطَأْتُ إِذْ سَلَّمْتُ دَماً بَرِيئاً". وكنا نتوقع أن يتوب يهوذا بعد إدراك خطئه، أي يجب تتم التّوبة بعد إدراك الخطأ، أما يهوذا فلم يتب؛ بل قتل نفسه مخالفاً ناموس الرّب القائل "لا تقتل" (خروج 13:20).
عندما عُلِّقَ الرّب يسوع على الصليب، صلى إلى الآب قائلاً: "يَا أَبَتَاهُ اغْفِرْ لَهُمْ لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ" (لوقا 34:23). واستجاب الآب لطلب الرّب يسوع، وغفرت خطايا من صلبوا رب المجد، إلا يهوذا فقد خسر الغفران لأنه انتحر وأخذ حياته بيديه.
3. الشيء الثالث الذي خسره يهوذا هو السَّلام في القلب والنفس والرّوح. قال الرّب يسوع في يوحنا 27:14 "سلاَماً أَتْرُكُ لَكُمْ. سلاَمِي أُعْطِيكُمْ. لَيْسَ كَمَا يُعْطِي الْعَالَمُ أُعْطِيكُمْ أَنَا. لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ وَلاَ تَرْهَبْ". لم يعطِ المال ليهوذا أي راحة أو سلام في القلب، بل إحساس بالعار والفشل، لذلك ندم على عمله وانتحر بسبب عذاب الضمير. لقد خسر السَّلام وامتلأت حياته بالاضطراب. أي أنّ فقدان السَّلام قاده للانتحار. وما أكثر الذين ينتحرون في أيامنا بسبب الصراع النفسي الذي يعانون منه حيث لا سلام في العقل أو القلب أو الوجدان.
4. الشيء الرابع الذي خسره يهوذا هو اختبار حلول الروح القدس، والقوة التي تُحْدِث التغيير الحقيقي في حياة الإنسان. فبعد أربعين يوماً من انتحار يهوذا، وعد الرّب يسوع التلاميذ الأحد عشر في أعمال الرُّسل 8:1 بأنهم سينالون قوة بحلول الروح القدس عليهم ليشهدوا لكل العالم عن محبَّة الله التي تجسدت في موت الرّب يسوع وقيامته وهبة الحياة الأبدية. وتم الوعد حقاً بعد عشرة أيام من صعود الرّب يسوع حياً إلى السَّماء، أي في يوم الخمسين أو يوم العنصرة.
5. الشيء الأخير والأهم هو أن يهوذا خسر حياته الأبدية مع الله في ملكوت السماوات، وبدل ذلك فهو الآن يتعذب في لهيب الجحيم.