السبب الثاني لخيانة يهوذا هو إتمام نبوات الكتاب المقدّس. نقرأ في العهد القديم عدداً كبيرا من النبوات التي تتحدث عن آخر أيام الرّب يسوع على الأرض، وعن صلبه، وموته، وقيامته، ثم صعوده حياً إلى السَّماء. وتوجد في جملة هذه النبوات آيات تتعلق بالخيانة التي سيرتكبها شخص ضد الرّب يسوع، وبأن هذا الشخص سيكون من مرافقيه، وبأنه سيقبض ثمن هذه الخيانة مبلغ ثلاثين من الفضة، وبعد ذلك يندم ويعيد المال ويموت في خطاياه.
*. زكريا 11:11-13: "فَقُلْتُ لَهُمْ: إِنْ حَسُنَ فِي أَعْيُنِكُمْ فَأَعْطُونِي أُجْرَتِي وَإِلاَّ فَامْتَنِعُوا". فَوَزَنُوا أُجْرَتِي ثَلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ. فَقَالَ لِي الرّب: "أَلْقِهَا إِلَى الْفَخَّارِيِّ الثَّمَنَ الْكَرِيمَ الَّذِي ثَمَّنُونِي بِهِ". فَأَخَذْتُ الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ وَأَلْقَيْتُهَا إِلَى الْفَخَّارِيِّ فِي بَيْتِ الرّب".
*. مزمزر 9:41: "أَيْضاً رَجُلُ سَلاَمَتِي الَّذِي وَثَقْتُ بِهِ آكِلُ خُبْزِي رَفَعَ عَلَيَّ عَقِبَهُ!".
*. مزمور 8:109: "لِتَكُنْ أَيَّامُهُ قَلِيلَةً وَوَظِيفَتُهُ لِيَأْخُذْهَا آخَرُ".
*.مزمور 25:69: "لِتَصِرْ دَارُهُمْ خَرَاباً وَفِي خِيَامِهِمْ لاَ يَكُنْ سَاكِنٌ".
*. مزمور 28:69: " لِيُمْحَوْا مِنْ سِفْرِ الأَحْيَاءِ وَمَعَ الصِّدِّيقِينَ لاَ يُكْتَبُوا ".
يعرف الله النّهاية من البداية. وقد عرف الرّب يسوع حقيقة شخص يهوذا من بداية دعوته له، حيث قال عنه لجميع التّلاميذ وبحضورة: " أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: "أَلَيْسَ أَنِّي أَنَا اخْتَرْتُكُمْ الاِثْنَيْ عَشَرَ؟ وَوَاحِدٌ مِنْكُمْ شَيْطَانٌ. قَالَ عَنْ يَهُوذَا سِمْعَانَ الإِسْخَرْيُوطِيِّ لأَنَّ هَذَا كَانَ مُزْمِعاً أَنْ يُسَلِّمَهُ وَهُوَ وَاحِدٌ مِنَ الاِثْنَيْ عَشَرَ". (يوحنّا 70:6-71). لم تكن خيانة يهوذا لشخص الرّب يسوع قضاءً مفروضاً عليه، بل كانت عملاً اختار يهوذا القيام به بكل إرادته، وعرف الله هذه الحقيقية حتّى قبل سقوط يهوذا في مستنقع الخيانة المخزي.