كان المال ولا يزال يعمل العجائب في حياة النّاس. محبَّة المال والطمع تدفع النّاس إلى أبشع الممارسات مثل السرقة والنفاق والنصب والاحتيال والزنى والخيانة وحتى القتل. وكم أدى المال إلى فساد رجال السياسة ورجال السلطة، سواء كانت سلطة مدنية أو عسكرية أو حتى دينية. يحول المال النّاس اللطفاء إلى وحوش كاسرة، ويدمر علاقات إنسانية رائعة بين النّاس.
محبَّة المال تدفع البعض إلى خيانة أوطانهم وشعوبهم. وتدفع الموظف أو العامل إلى سرقة المؤسسة أو المصنع الذي يعمل فيه. محبَّة المال تدفع القوي إلى استغلال الضعيف، وتدفع رجالاً ونساءً إلى الدعارة والسقوط في أحضان الخطيَّة.
كان يهوذا يسرق من الأموال القليلة التي كانت تلقى في الصندوق. ومع أن يهوذا سمع تعاليم الرّب يسوع ضد السّرقة وضد الطمع وضد محبَّة المال، إلا أن كل ذلك لم يؤثر في حياته، لأنه أراد التمتع الوقتي بالمال والخطيَّة. ورويداً رويداً أصبح بليد الشعور، ومن سرقة صغيرة إلى سرقة أكبر ثم إلى أكبر خيانة، لأن الثمن كان كبيراً جدّاً، أي ثلاثين من الفضة، وهذا المبلغ كان يعادل ثمن عبد بحسب شريعة العهد القديم. (خروج 32:21). يدل عرض رجال الدّين بدفع ثمن عبد للقبض على رب المجد يسوع على مقدار الكراهيّة والكبرياء في قلوبهم. ويبرهن قبول يهوذا لهذا المبلغ على درجة السّقوط الرّوحي والأخلاقي التي هبط إليها. لقد أعطى يهوذا المال والطمع فرصة للسيطرة على حياته. لقد أصبح عبداً للمال ولم يعد يرى أي شيء إلا مصلحته الخاصة جداً.