تعزيات الله للذين صاموا في ختام الصوم
أ- التعزيات (الاثنين والثلاثاء):
الله هو الذي قادنا في الصوم.
" أنا إلهك معلمك لتنتفع وأمشيك في طريق تسلك فيه، ... فكان كنهر سلامك وبرك كلجج البحر،
بصوت الترنيم أخبروا ونادوا... قولوا قد فدى الرب عبده يعقوب، ولم يعطشوا في القفار التي سيرّهم فيها،
أجرى لهم من الصخر ماء وشق الصخر ففاضت المياه" (٢٢ -١٧ :٤٨)
فرحلة الصوم هي في قيادة المسيح الذي صام عنا، وهي رحلة قال عنها إشعياء: "أنا الرب إلهك معلمك
لتنتفع... " أي ننتفع فيها، ويجدد معالمها للنفس التي سلّمت حياتها له "وأمشيك في طريق تسلك فيها"، وهي
رحلة ترنيم لأنها رحلة المفديين "االله قد فدى عبده"، وهي مملوءة بفرح الروح القدس في وسط برية العالم
القفرة " ولم يعطشوا في القفار".
وأخيراً يختم النبي حديثه للصائمين بعد رحلة في ظاهرها الجوع والعطش والتعـب: "لا يجوعـون ولا
يعطشون ولا يضربهم حر ولا شمس لأن الذي يرحمهم يهديهم وإلى ينابيع المياه يوردهم" (١٠ :٤٩).
ب- الاعداد للخدمة:
"وجعل فمي كسيف حاد (كلمة االله)، في ظل يده خبأني وجعلني سهماً مبرياً، أنت عبدي إسرائيل
الذي به أتمجد، قد جعلتك نوراً للأمم، أخرجوا للذين في الظلام أظهروا ..." (١٠ -١ :٤٩).
ولو أن هذه الآيات كلها نبات عن السيد المسيح، ولكن الكنيسة تقدمها لأولادها في نهاية الصوم، كأن
رحلة الصوم هي اعداد للخدمة.
فموسى النبي صام ٤٠ يوماً ليستعد للخدمة كذلك إيليا... وأخيراً ربنا يسوع صام قبل بدء خدمته.
فلسان حال الكنيسة في أسبوع ختام الصوم يقول: لا إعداد للخدمة بدون الصوم والاختلاء أربعين يوما كما
فعل مخلصنا.
جـ- ا لتطويبات:
وللعطاش والحزانى والمتعبين تطويبات عميقة لا تستطيع أن تميز بينها وبين التطويبات التي سجلها
معلمنا لوقا في الإصحاح السادس من إنجيله.
" هوذا عبيدي يأكلون... وأنتم تجوعون،
هوذا عبيدي يشربون... وأنتم تعطشون،
هوذا عبيدي يفرحون... وأنتم تحزنون،
هوذا عبيدي يترنمون من طيبة القلب... وأنتم تصرخون من كآبة القلب وانكسار الروح تولولون "
.(١٤ ،١٣ :٦٥)
"طوباكم أيها المساكين... ويل لكم أيها الأغنياء،
طوباكم أيها الجياع... ويل لكم أيها الشباعى،
طوباكم أيها الباكون... ويل لكم أيها الضاحكون،
طوباكم أيها المبغضين... ويل لكم إذا قال فيكم جميع الناس حسناً" (لو ٢٦ -٢٠ :٦).
هذه هي ختام تعزيات النبي لنا في ختام الصوم تقرأ يوم الخميس وتنقلنا فوراً مع ربنا يسوع الذي صام عنا
وسجل لنا نفس التطويبات في إنجيل تلميذه القديس لوقا. وربنا يسوع المسيح تحدث عن هذه التطويبات في
نهاية صومه مباشرة، وهكذا يقدم لنا إشعياء نفس التطويبات في نهاية صومنا.