عرض مشاركة واحدة
قديم 05 - 03 - 2016, 03:49 PM   رقم المشاركة : ( 6 )
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

الصورة الرمزية Ramez5

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 51
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 43,923

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Ramez5 غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كنوز ﺍﻟﺼﻭﻡ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ ( قدسوا صوماً )

الأسبوع الخامس

يبدأ هذا الأسبوع بأحد السامرية (أحد النصف)، و ينتهي هذا الأسبوع بأحد المخلع.
ويقسم المفسرون سفر إشعياء إلى قسمين: الأول ينتهي بالإصحاح ٣٩ بهزيمة سنحاريب ملك الآشوريين.
والثاني من الإصحاح ٤٠ إلى آخر السفر (إش ٦٦) وهو قسم مملوء بالتعزيات للسائرين في الطريق مع الله،
ومملوء بالنبوات عن السيد المسيح من ميلاده وصلبه وقيامته وعن يوم الخمسين وميلاد الكنيسة الجديدة.
ولقد ألهم الروح القدس آباء الكنيسة أن تبدأ قراءات هذا الأسبوع من يوم الثلاثاء بعد أحد النصف من أول
الإصحاح و ينتهي سفر إشعياء (الإصحاح ٦٦) يوم جمعة ختام الصوم.
قراءات يوم الاثنين:
تقرأ الكنيسة عن حرب الآشوريين وهزيمتهم (إش ٣٢ :٣٧) وهي تشجيع للمجاهدين في طريق
الصوم أن عدوهم الروحي مهما كان جبروته ومهما كانت تعييراته وحربه النفسية إلاَّ أن إشعياء يؤكد لحزقيا
الملك أن لا يخف وأن الهزيمة أكيدة لجيش إبليس (سنحاريب) الذي قتل منه ١٨٥ ألف جندي مرة واحدة ونجا
جيش االله. هذه هي تعزية االله لنا في منتصف رحلة الصوم مع إشعياء النبي.
وتقرأ الكنيسة في نفس اليوم من إشعياء (٦ -١ :٣٨). عن شفاء حزقيا الملك وزيادة عمره ١٥
سنة. وهذا بلا شك إشارة إلى المخلع الذي سينتهي الأسبوع به، أن يسوع وهبه عمراً جديداً وقال له لا تعد
تخطئ لئلا يكون لك أشر.
وما هي خطية حزقيا الملك؟ إن حزقيا الملك بعد انتصاراته على سنحاريب، جاء إليه الملوك
ليهنئوه... فجاء إليه ملك بابل فكشف حزقيا الملك أسراره الداخلية للعدو.
إن جهادنا الروحي في الصوم الأربعيني ينبغي أن يكون في الخفاء، كما أوصانا ربنا في الأسبوع
الأول عن الصدقة والصلاة والصوم... كلها في الخفاء وكما علمنا إشعياء في الإصحاح الرابع أن لكل مجد
غطاء (إش ٥ :٤). وأخيراً بكى حزقيا. فشفاه االله وكأنه يقول له لا تعد تخطئ لئلا يكون لك أشر كما قال
للمخلع.
االله بذاته سائر معنا في الرحلة:
(نبوات الثلاثاء- الجمعة)
وهي تبدأ من إشعياء ٤٠ إلى إشعياء ٤٣.
.٩-١ :٤٣ :والجمعة ،١٦ -٥ :٤٢ :الخميس ،١٤ -٤ :٤١ :الأربعاء ،٨ -١ :٤٠ :الثلاثاء
وكلها تدور حول تعزيات االله وتأكيده لنا أنه بذاته سائر معنا في الطريق، وأنه يبارك جهادنا، وأنه
الراعي الصالح لقطيع الصائمين في الرحلة، أنه سيجعلنا بركة للآخرين السالكين في الظلمة، وأنه سيسير معنا
إلى نهاية الرحلة حتى في وسط النار لكي لا تؤذينا.
وأترك لك أيها القارئ العزيز أن تتأمل بمهل في كل هذه الأمور فهي كلها مواعيد أكيدة أعطاها لك
إلهك السائر معك في رحلة الكنيسة كلها في هذا الصوم. إنك لو تأملت في هذه التعزيات وثبتها في قلبك أو
كما يقول االله لك في إشعياء "فمكنه بمسامير حتى لا يتقلقل". فبكل تأكيد ستصل إلى نهاية الرحلة مع االله الذي
سيجتاز بك النار وغمر المياه. وإليك القليل من هذه الآيات:
"نادوها بأن جهادها قد كمل إن إثمها قد عفي عنه" (١ :٤٠)، هذه أجمل تعزية للصائم في الرحلة وهي
أن الرب يكمل جهاد. ويعفي عنه إثمه.
االله هو راعى الرحلة: "كراع يرعى قطيعه بذراعه يجمع الحملان وفي حضنه يحملها ويقود المرضعات"
(١١ :٤٠)... هذا هو إلهنا الذي حمل الخروف الضال على منكبيه، وهو الذي حضن الإبن الضال، وهـو
الذي يقودنا في موكب معرفته ونصرته عالماً بضعفنا أننا في مستوى الرضعان اللائى يعطلن المرضعات
عن السير فيحمل الرضعان على كتفه ليعطى الفرصة للمرضعات للسير في الرحلة... إنهـا رحلـة مـا
أجملها في رعاية الذي بذل نفسه عن الخراف.
الثبات في السير في الطريق: إشعياء يؤكد أن االله يثبت سيرنا. لا يكفيه اللحام على السندان بـل يمكنَّـه
بالمسامير حتى لا يتقلقل (٧ :٤١). ربنا أوصانا أن نثبت فيه قائلاً: "أثبتوا فيَّ". هل رأيت تعبيراً أجمـل
من ذلك الذي ذكره إشعياء عن اللحام والتثبيت بالمسامير... ما أحوج السائر في الطريـق أن لا ينظـر
للوراء ولا يهتم بأباطيل العالم المعطلة ولا يضطرب من تجربة العدو، ولا يخاف من الغد. بل يتأكد أنـه
ثابت بمسامير في الطريق ويقول مع المرتل: "توسع خطواتي فلم تتقلقل عقباي" (مز ٣٦ :١٨). ما أجمل
أن يثبت المخلع في المسيح ولا يعود يخطئ لئلا يكون له أشر.
االله بذاته سائر معنا طول الرحلة: هذا إيمان الكنيسة أن السيد المسيح صام عنا ومعنـا أربعـين يومـاً
وأربعين ليلة، هو رئيس إيماننا ومكمله الذي يضيف صومه على صومنا فيجعله كاملاً مـع أن صـومنا
ناقصاً دائماً.
"لا تخف لأني معك لا تتلفت لأني إلهك".
"قد أيدتك وأعنتك بيمين برى" (إش ١٠ :٤١).
"لأني أنا الرب إلهك الممسك بيمينك القائل لك لا تخف أنا أعينك" (١٣ :٤١)...
لا تخف لأني فديتك. دعوتك باسمك أنت لي. إذا اجتزت في المياه فأنا معك وفي الأنهار فلا
تغمرك. إذا مشيت في النار فلا تلذع واللهيب لا يحرقك لأني أنا الرب إلهك مخلصك" (٣ -١ :٤٣).
"وأجعلك... نور للأمم... وتخرج من بيت السجن الجالسين في الظلمة" (٧ ،٦ :٤٢).
"وأسير العمى في طريق لم يعرفوها في مسالك لم يدروها أمشيهم".
"أجعل الظلمة أمامهم نوراً والموجات مستقيمة" (١٦ :٤٢).
هذه النبوات تشير للسيد المسيح رب المجد، وهي تشير إلى حال الكنيسة أو النفس التائبة المجاهدة
في طريق الصوم. إنها تصير ونورا للعالم في وسط الظلمة وتجذب الآخرين للسير في طريق النور.
  رد مع اقتباس