الموضوع: خلوة فى البرية
عرض مشاركة واحدة
قديم 03 - 03 - 2016, 10:24 AM   رقم المشاركة : ( 9 )
magy Female
..::| العضوية الذهبية |::..

الصورة الرمزية magy

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122887
تـاريخ التسجيـل : Jan 2016
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 6,797

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

magy غير متواجد حالياً

افتراضي رد: خلوة فى البرية

اليوم الأول
---------

خلوة فى البرية

1- ما هى التوبة .. ؟؟
=======

ليت الذين يتوبون يعرفون كيف يتوبون .. بأية غيره .. بأية مشاعر ..
كيف تبتلع كل تفكيره .. وتهز احشائه الداخلية .. وتخترق اعماق قلبه
فيصرخ الى الله " انظر يارب فإنى فى ضيق " ( مراثى 20:1 )
(القديس امبروسيوس)


كان هذا هو صوت ابى القديس امبروسيوس الذى علّمنى ان التوبة هى شعور الانسان فى قلبه بانه احزن قلب الله ..
وابتعد عنه .. فاتسخ ثوبه بخطايا وضعفات ونجسات ..

والان هذا القلب شعر انه لا يستطيع ان يبعد اكثر .. بل هو فى حنين واشتياق يريد ان يرجع الى الله ..
يريد ان يستبدل شهوة حب العالم بشهوة حب الله .. التوبة هى استبدال شهوة بشهوة
فقلب الانسان ملئ بالمشاعر .. ان لم توجه نحو الله .. تتلوث بشهوات العالم ..
لأن القلب لا يظل فارغ .. القلب لا يستطيع ان لا يُحب ..

والتوبة هى حب .. حب لله ..
فاستبدل ايها الحبيب حُب بحُب .. بدلاً من أي حُب أرتبط به يُعطلني عن الله .. استبدلهُ بحُبي لله ..
وستشعر بالفرق بينَ المُتعة فى العشرة مع الله والفرح بالله .. والمرار الذي يشربهُ الإنسان من حُب أرضي أو عاطفة أرضية ..

التوبة هى حرارة تسرى فى قلب الانسان .. تشعلة برغبة فى حياة الطهارة ..
لأن التوبة اثرها عجيب تشعل فى القلب لهيب .. فيرجع القلب الى حرارته ويرجع الضمير الى عمله ..
وترجع النفس الى حساسيتها .. فتتأفف من كل لذة جسدية .. وتبدأ فى ترك الخطية من اجل محبة الله ..


وهكذا تبدأ التوبة ..
لأنه ليس كل ترك للخطية يُعتبر توبة ..
فقد يبعد الانسان عن الخطية بسبب الخوف أو الخجل أو العجز أو المشغولية أو عدم توافر الظروف ..
مع بقاء محبة الخطية فى القلب .. فلا تعتبر هذه توبة ..


التوبة الحقيقية هى ترك الخطية عملاً وفكراً وقلباً حباً فى الله وطاعة لوصاياه
وحرصاً من التائب على دخول الملكوت والحياة الابدية ..


بدء التوبة هو ترك الخطية .. وكمال التوبة هو كراهية الخطية ..
الخطية جوع ونزف دم ومرارة وتعب .. التوبة مشبعة مفرحة ومبهجة وممتعة

وختم القديس امبروسيوس كلامه معى قائلاً:
يا لقوة مفعول هذا الدواء الذى للتوبة .. حتى يبدو وكأنه يغير نية الله
(القديس امبوسيوس)


فالتوبة لها مفعول تجعل من الزانى بتول والمتمرد مقبول .. وبالتالى يتغير وضع الانسان بالنسبة لله ..
اى ينتقل من حالة الخطية والشر الى حضن التوبة فيتغير الحكم عليه من انسان خاطئ الى تائب ..
وبذلك يكون التائب قد نجا من عقوبة المحكوم بها على الخاطئ .. ويفوز بنعيم الملكوت ..


يا لقوة مفعول هذا الدواء الذى للتوبة .. حتى يبدوا وكأنه يغير نية الله

ثم تركنى القديس امبروسيوس بعد عن عرّفنى بابنه فى التوبة القديس اغسطينوس
وطلب منه ان يوصلنى الى المغارة التى سوف اقضى فيها هذه الخلوة المباركة.

وفى الطريق....


ما الحديث الذي دار بيني وبين القديس اغسطينوس في الطريق؟؟؟...

في المشاركة القادمه نرتوي من كلام التائب العظيم القديس أغسطينوس
فـــــ إلي اللقاء


  رد مع اقتباس