بيت إيل
أي ( بيت الله ) وهي :
(1)المدينة التى انتقل إبراهيم من شكيم إلى الجبل شرقيها، ونصب خيمته، وبنى هناك مذبحا للرب ( تك 12 : 8 ).
(i)موقعها ووصفها : تقع بيت إيل إلى الغرب من عاي، وتذكر في يشوع على التخم الشمالي لبنيامين ( جنوبي أفرايم ــ يش 16 : 2 ) عند قمة الطريق الصاعد من وادي الأردن إلى عاي ( يش 18 : 13 ). وكانت تقع إلى الجنوب من شيلوه ( قض 21 : 19 ). ويقول يوسابيوس أنها كانت على بعد 12 ميلاً رومانياً من أورشليم على الطريق إلي نيابوليس، وموقعها حالياً هو " يبتين " وهي قرية صغيرة على ربوة شرقي الطريق إلى نابلس، وهناك أربعة ينابيع ماؤها عذب ووفير. وفي العصور القديمة كان ملحقاً بها خزان محفور في الصخر إلى جنوبي المدينة، والمنطقة حولها جرداء، وتتميز تلالها بمدرجاتها الصخرية التي تبدو كسلم.
(ب)المقدس : كان اسم المدينة قبلا "لوز" ( تك 28 : 19..الخ ) وعندما جاءها يعقوب وهو في الطريق إلى فدان أرام، صادف مكاناً وبات هناك ( تك 28 : 11) وكلمة " مكان " هنا، هي في العبرية " مقوم " وهي شبيهة باللفظة العربية " مقام " لفظا ومعنى، أي أنها تعني " مكاناً مقدساً"، ولا شك انه كان " المكان " الذي بنى فيه إبراهيم مذبحاً للرب ودعا باسم الرب " ( تك 12 : 8 ). وفي الصباح أخذ يعقوب الحجر الذي وضعه تحت راسه ( وسادة له )، وأقامه عموداً وصب زيتا على راسه ودعا اسم ذلك المكان " بيت إيل " أي " بيت الله " ( تك 28 : 18 و 19 )، أي " الله " الذي ارتبط ظهوره له بذلك العمود.
واضحت تلك البقعة مركزاً بالغ الأهمية، فتزايدت عظمة المدينة.
وبمرور الزمن اندثر اسم " لوز " وحل محله اسم " المقام المقدس " واصبحت المدينة و " المقام " شيئا واحدا.
وقد مر يعقوب بالمدينة مرة أخرى في طريق عودته من فدان أرام، وفي ذلك المكان ماتت دبورة مرضعة رفقة، ودفنت تحت " البلوطة " ( تك 35 : 6 ).
والأرجح أنه من فوق ربوة شرقي بيت إيل، رأى إبراهيم أرض كنعان قليلة الخصب، كما رأى لوط أيضاً كل دائرة الأردن الخصبة ( تك 3 : 9 ــ 15 ).
(ج)تاريخها :
كانت بيت إيل إحدى المدن الملكية في كنعان ( يش 12 : 16)، ويبدو أن يشوع قد أستولى عليها ( يش 8 : 7 ) ووقعت بعد ذلك في نصيب سبط بنيامين
( يش 18 : 22 )، ولكننا نراها فى سفر القضاة ( 1 : 22 ــ 26 ) في قبضة الكنعانيين مرة أخرى. ثم أستولى عليها بيت يوسف ( انظر 1 أخ 7 : 28 ) وقد صعد بنو إسرائيل إلي بيت إيل ليسالوا الله، مما يدل على أن تابوت العهد كان فيها في ذلك الوقت
( قض 20 : 18 )، ثم اصبحت مركزاً هاما للعبادة ( 1 صم 10 : 3 )، وكانت دبورة النبية قاضية إسرائيل تجلس تحت نخلة دبورة بين الرامة وبيت إيل ( قض 4 : 5 ). وكان صموئيل" يذهب من سنة إلى سنة ويدور في بيت إيل والجلجال والمصفاة، ويقضي لإسرائيل في جميع هذه المواضع " ( 1 صم 7 : 16 ).
وبانقسام المملكة بدأ العصر الذهبي لبيت إيل، فان يربعام ــ الذي اتبع السياسة التي اكسبته تلك الشهرة التي لا يحسد عليها انه " جعل إسرائيل يخطيء " ــ بنى مذبحا في بيت ايلل وعمل عجلاً من الذهب وأقام صورة زائفة للعبادة، لكى يجذب أنظار الشعب بعيداً عن أورشليم كمركز العبادة القومي، فأصبحت بيت إيل مقدس الملك والمركز الديني لمملكته ( 1 مل 12 : 29 ــ 33، عاموس 7 : 13 )، واوقف في بيت إيل كهنة المرتفعات التي عملها ( 1 مل 12 : 32 ). وجاء إلى بيت إيل " رجل الله " من يهوذا ليعلن دينونة الله على يربعام ( 1 مل 13 )، ولكن نبيا شيخاً ساكناً في بيت إيل، أغرى رجل الله، بعد مغادرته المدينة، بالعودة معه، وكانت النتيجة أن أسداً أفترسه لأنه خالف أمر الرب.
وفي أيام إيليا وإليشع كان بها مدرسة للأنبياء ( 2مل : 2 و 3 ) وقد اكلت دبتان أثنين وأربعين من صبيان بيت إيل ( 2 مل 2 : 23و24). ونعرف من نبوات عاموس وهوشع أن العبادات الوثنية في بيت إيل كانت تصاحبها فظائع أخلاقية ودينية، فتنبأ عليها باقسي الدينونات انتقاماً منها لشرها
(عاموس 3 : 14، 4 : 4، 5 : 5، 9 : 10، هو 4 : 15، 5 : 8، 10 : 5 و
8و13 ــ 15 ).
ويطلق هوشع على بيت إيل اسم " بيت اون " من باب السخرية منها لشرها. وقد قاسمت بيت إيل السامرة في مصيرها على يد الأشوريين ويقول تقليد قديم أن شلمناسر استولى على العجل الذهبي ( أنظر أرميا 48 : 13 ).
وقد جاء الكاهن ــ الذى ارسله ملك أشور ليعلم الشعب، الذي اسكنه أرض إسرائيل، كيف يتقون الرب ــ وسكن في بيت إيل ( 2 مل 17 : 28 ). وقد اكمل الملك يوشيا تدمير المقدس في بيت إيل، وأحرق كل أدوات العبادة الوثنية، وهدم قبور عبدة الأوثان، ولكنه عفا عن الصوة التي دفن فيها " رجل الله " الذي جاء من يهوذا
( 2 مل 23 : 4 ــ 18 ).
وقد عاد رجال بيت إيل من السبي مع زربابل ( عز 2 : 28، نح 7 : 32 ).
وقد سكن فيها بنو بنيامين ( نح 11 : 31 ).
ويذكر النبي زكريا ارسال بعض الرجال من بيت إيل في السنة الرابعة لداريوس الملك للسؤال عن بعض المسائل الدينية ( زكريا 7 : 2 و 3 ).
كما كانت بيت إيل إحدى المدن التي حصنها بكيديس في زمن المكابيين
( 1 مك 9 : 50 ).
كما انها تذكر كمدينة صغيرة من أفرايم بين المدن التي استولى عليها فسباسيان عند زحفه على أورشليم ( تاريخ يوسيفيوس ).
(2)مدينة أخرى في يهوذا تسمى " بيت إيل "
فى سفر صموئيل الأول (30 : 27 )، وتسمى أيضاً " بتول " ( يشوع 19 : 4 )،
و " بتوئيل " (اأخ 4 : 30 )، ولايعلم موقعها الآن. وجاء في الترجمة السبعينية " بيت إيل " في نصيب سبط يهوذا بدلاً من " كسيل " ( يش 15 : 3 ).