عرض مشاركة واحدة
قديم 21 - 02 - 2016, 08:25 AM   رقم المشاركة : ( 8 )
magy Female
..::| العضوية الذهبية |::..

الصورة الرمزية magy

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122887
تـاريخ التسجيـل : Jan 2016
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 6,797

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

magy غير متواجد حالياً

افتراضي رد: شخصية .. وتأمل / يونان النبي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nasser مشاهدة المشاركة
يونان والاعياء النفسى:
دفع الله يونان إلى بطن الحوت وهناك صلى:"حين أعيت فى نفسى ذكرت الرب"(يونان7:2)وهذه هى نقطة التحول أو الرجوع فى قصة الرجل...لقد أدرك ضعفه الكامل أمام الريح الشديدة التى لم تفلح كل الجهود فى مواجهتها وإعيائه الكامل فى بطن الحوت..لقد كان حراً طليقاً كما يريد الله لأبنائه أن يكونوا أحراراً يسيرون فى خدمة الله ولكننا ما أكثر ما نسىء استخدام هذه الحرية فيظهر الله اضطراراً إلى أن يأخذها منا حتى نثوب إلى رشدنا-وكان يونان محتاج إلى الاعياء النفسى الكامل حتى يتعلم كيف يعود إلى إلهه...لقد أصاب يونان الاعياء عندما سقط فى الوحدة والعزلة القاسية فلا يوجد مَن يتحدث معه أو يخاطبه فى بطن الحوت سوى الله الذى بقى له عندما انقطع من أرض الأحياء...ولعلنا نسأل هنا:ما الداعى إلى ذكر الرب وما الفائدة من ذلك؟وقد أطبق عليه الحوت وغاص هو معه فى المياة العميقة...
لقد ذكره لأكثر من سبب...
أولا:لأن الله أرحم مما كان يتصور أو يتخيل لقد أدرك أن سجنه فى بطن الحوت هو الرحمة بعينها
...وكم يغلق الله علينا ولا يتركنا للحماقة والضياع عندما يرانا نسعى إلى حتفنا بظلفنا...
ثانياً:لقد أدرك يونان ان الله ليس أرحم فحسب بل هو أكرم وأطيب من أن يدخل معه فى نوع من المؤاخذة أو الحساب
ثالثاً:ولكن الله إلى جانب أنه أرحم وأكرم هو أيضاً أقدر فلا حدود لقوته وقدرته
أما كيف استطاع يونان وهو فى العمق فى قلب البحار أن يذكر الرب..فإنه ذكره بأمرين عظيمين
لقد ذكره بالإيمان وما الإيمان إلا تحول النفس والمشاعر والإرادة تجاه الله وما أجمل أن يدرك الإنسان هذه الحقيقة فى شتى الظروف المحيطة به
أما الصلاة فكانت من جوف الحوت وصلاة المتضايق لا يشترط أن تكون فى هيكل أو معبد بل يمكن أن تكون فى أعماق البحار أو فى أعلى الجبال يمكن أن تكون فى السجن أو الأتون.
يونان والعودة إلى الرسالة:
عاد يونان إلى الرسالة التى هرب منها وذهب إلى نينوى لا ليعلن لها فحسب بل للأجيال كلها-
الحقائق العظيمة التالية:
أولا:إن أبوة الله ومحبته وإشفاقه لا تقف عند حدود اليهود فقط بل تمتد إلى جميع الناس
ثانياً:تعلم يونان ما كان يجهل أو مالم يكن يعلم حق العلمأن النفس البشرية غالية جداً عند الله
ثالثاً:الأمر الثالث الذى أدركه يونان هو بركة الألم فى الحياة لقد أعاده الألم إلى الله والرسالة التى هم أن يهرب منها
رابعاً:أن التوبة الشاملة الصادقة ميسورة لأى شعب أو فرد أو جنس متى اتجه إلى الله من كل قلبه وفكره
على أن القصة تعلمنا آخر الأمرغرابة النفس البشرية وقد تكون من أفضل النفوس على الأرض
إذ هى النفس السريعة التذبذب الغريبة الأطوار تفرح وتكتئب وتتسع وتضيق دون فاصل زمنى وتغتاظ مرات كثيرة...ومن الغريب أن نجاح يونان كان فشلاً فى تصوره وأن وقوفه فى وجه الكارثة كان كارثته الشديدة..والسر الحقيقى كما ذكر كلفن أن يونان كان مهتماً بالذات أكثر من اهتمامه بخلاص المدينة أو مجد الله.
فى الحقيقة أن رجاءنا دائماً فى خلاص النفوس
لايرجع إلينا
بل
يرجع إلى قصد الله الأبدى
ومحبته التى لا تتغير ولا تتبدل
الله حتي وإن سمح بالضيقة أو الآلام
بسبب خوفه علي اولاده وحرصه عليهم
ورغبته في الرجوع والتوبة لكل شعبه
واشتياقه ليسمع صلاتهم النابعة من القلب

اشكرك استاذ ناصر علي تعبك ومجهودك
الرب يُعوضك بالآجر السماوي