مارك : يعترض البعض على الصوم بزعم أن الامتناع عن أكل بعض أطعمة خلقها الله
مناف لتعاليم القديس بولس الرسول فى قوله " يرتد قوم عن الإيمان تابعين أرواحا مضله
وتعاليم شياطين مانعين عن الزواج و آمرين أن يمتنع عن أطعمه قد خلقها الله لتتناول بشكر "
(1تى1:4-3) فما رأى قدسك ؟
أبونا : أن كلام معلمنا بولس الرسول إلى تلميذه تيموثاوس مقصود به ما ينادى به الهراطقه والمبتدعون
اتباع مانى ومركيون وغيرهم الذين حرموا الزواج وحرموا اللحم وقد حرمتهم الكنيسة
وكل ما نشروه من بدع فالكنيسة الأرثوذكسية لا تحرم اللحوم وما ينتمى إليها وإنما تمتنع عنها فى الصوم نسكا
وليس لأنها نجسة بدليل أن الصائمين يأكلون هذه الأطعمة حينما يفطرون.
مارك : قدسك تقول أننا لا نصوم كفرض و لكن أليس ذلك مغالطة لأننا نقول انه لا يجوز الفطر
إلا بحل من الأب الكاهن وإذا كان هناك من لا يريد الصوم والكاهن يرى فيه القدرة على الصوم
فلا يعطيه حلا، فما رأى قدسك ؟
أبونا : فى الكنيسة يا ابنى نؤمن بالنظام ، والخضوع للنظام هو سمة من سمات النضج الروحى
فإن كانت الكنيسة قد حددت بقوانين رسولية ومجمعيه أوقاتا للصوم وحددت الصوم الانقطاعى
فيها والحل للفطر أو الصوم هو نوع من الالتزام بالنظام ولا يحول الصوم إلى" فرض"
و الذى لا يلتزم بالنظام يفرز نفسه من الكنيسة التى سلمتنا أن إلهنا اله نظام .
مارك : استسمح قدسك يا أبونا في عدة أسئلة عن المعاني الروحية للأصوام .
أبونا : اتفضل يا مارك .
مارك : لماذا نصوم صوم الميلاد يا أبى ؟
أبونا :
(أ) لنتشبه بموسى النبى الذى صام 40 يوما قبل نزول لوحى الشريعة " الوصايا العشر "
ونحن بصومنا نتقبل كلمة الله الحى ليس مكتوبا فى ألواح حجرية بل متجسدا ومولودا من العذراء البتول.
(ب) تهيئة النفس لتستعد لاستقبال عيد ميلاد مخلصنا فنؤهل أن نعاين مولود المزود و نحن اكثر روحانية.
(ج) أما الثلاثة أيام الأولى من هذا الصوم فقد أضافها الأنبا ابرأم بن زرعه "
وهى التى صامها عند نقل جبل المقطم " لكى لا يسمح الله بتجربة شعبه مرة أخرى.
وتبقي للأسئلة بقية ... انتظروني