وجود الإنسان:
هذا الكائن العجيب، الذي له عقل وروح وضمير ومشيئة ولا يمكن أن توجده طبيعة بلا عقل ولا مشيئة ولا حياة ولا ضمير!! كيف إذن أمكن وجود هذا الكائن، بكل ماله من تدبير ومشاعر؟! الكائن صاحب المبادئ، الذي يحب الحق والعدل، ويسعى إلى القداسة والكمال؟ لا بُدّ من وجود كائن آخر أسمى منه ليوجده..لابد من وجود كائن كلى الحكمة، كلى القدرة، بمشيئة تقدر أن توجده.. وهذا ما نسميه الله...
وبخاصة للتركيب العجيب المذهل الذي لهذا الإنسان.
يكفى أن نذكر بصمة أصابعه، وبصمة صوته.
عشرات الملايين قد توجد في قطر واحد. وكل إنسان من هؤلاء تكون لأصابعه بصمة تميزه عن باقي الملايين. فمن ذا الذي يستطيع أن يرسم لكل إصبع خطوطًا تميز بصمته. وتتغير هذه الخطوط من واحد لآخر، وسط آلاف الملايين في قارة واحدة مثل آسيا، أو مئات الملايين في قارة مثل أفريقيا؟! إنه عجيب!!
لابد من كائن ذي قدرة غير محدودة، استطاع أن يفعل هذا..
وما نقوله عن بصمة الأصبع، نقوله أيضًا عن بصمة الصوت.
إنسان يكلمك في التليفون. فتقول له "أهلًا، فلان". تناديه باسمه وأنت لا تراه، مميزًا بصمة صوته عن باقي الأصوات...
قدرة الله غير المحدودة تظهر في خلقه للإنسان من أعضاء عجيبة جدًا في تركيبها وفي وظيفتها...
المخ مثلًا وما فيه من مراكز البصر، والصوت، والحركة، والذاكرة، والفهم.. إلخ. بحيث لو تلف أحد هذه المراكز، لفقد الإنسان قدرته على وظيفة هذا المركز إلى الأبد..! من في كل علماء العالم يستطيع أن يصنع مخًا، أو مركزًا واحدًا من مراكز المخ؟! إنها قدرة الله وحده.
ويعوزنا الوقت إن تحدثنا عن كل جهاز من أجهزة جسد الإنسان، وعن تعاون كل هذه الأجهزة بعضها مع البعض الآخر في تناسق عجيب. وأيضًا عن العوامل النفسية المؤثرة في الجسد. وعن النظام المذهل الموجود في تركيبة هذه الطبيعة البشرية.
هنا وأحب أن أتعرض إلى نقطة أخرى لإثبات وجود الله، وهي النظام العجيب الموجود في الكون كله.