إذ طال تفكير السيدة فى دعوة الله أنه ممحص الفضة
ومنقيها , صممت أن تذهب إلى صائغ فضة لترى بعينيها
كيف يمحص الفضة وينقيها .
ذهبت إلى صائغ الفضة وإذ وجدته يضع الفضة فى بوتقة ويشعل النار تحتها
حتى بدت كأنها تحترق حاولت الحديث معه .
فأشار إليها أن ترجئ الحديث . إذ رفع البوتقة عن النار
سألته : لماذا لم تجيبنى عندما سألتك ؟؟
اجأبها الصائغ : مادامت الفضة فى النار لا أرفع عينى عنها
ولا أنشغل بشئ حتى أرفعها عن النار !! سألته :
وكيف عرفت أن الفضة قد تنقت ؟؟
أجابها : عندما أرى صورتى فيها . حيث تتخلص الفضة
من الشوائب وتصير أشبه بمرأة نقية وتعكس وجهى فيها .
عندئذ أدركت السيدة لماذا قيل عن الله أنه يجلس ممحصاً الفضة ومنقيها
فأنه إذ يسمح لنا بنيران التجارب لتنقينا ..
لا يرفغ عينه عنا , حتى يبدو كأنه ليس فى الوجود أحد غيرنا .
أما علامة النقاوة فهى أن نحمل صورة خالقنا فينا .
ركعت السيدة وقدمت شكراً لله قائلة :
+ حقاً كادت نيران التجارب أن تحرقنى ..
لكنك تجلس إلى بجوارى . بل وفى داخلى .
تتطلع إلي . عيناك لا تفارقنى .
كأنه ليس فى المسكونة أحد معك غيرى !!
+ فأنت تعرف تماماً ما هو لصالحى !!
+ أنت تعرف درجة الحرارة المناسبة لى !!
+ أنت تحدد التجربة النارية وموعد نهايتها أيضاً .
+ تحملنى من نار التجارب إلى نيران الحب الإلهى !!