عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 24 - 01 - 2016, 09:59 PM
الصورة الرمزية Ramez5
 
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Ramez5 غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 51
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 43,438

‏« تلذذ بالرب فيعطيك سؤل قلبك »

١،‏ ٢ مَن هو مصدر السعادة الحقيقية،‏ وكيف يلفت الملك داود الانتباه الى هذه الحقيقة؟‏
‏«سعداء هم الذين يدركون حاجتهم الروحية،‏ .‏ .‏ .‏ سعداء هم الرحماء،‏ .‏ .‏ .‏ سعداء هم المسالمون».‏ ان هذه العبارات،‏ بالاضافة الى ست عبارات اخرى تصف الاشخاص السعداء،‏ تشكِّل المقدمة المثيرة لموعظة يسوع الشهيرة على الجبل،‏ كما وردت في انجيل متى.‏ (‏متى ٥:‏٣-‏١١‏)‏ وكلمات يسوع هذه تؤكد ان السعادة امر يمكن بلوغه.‏

٢ وثمة ترنيمة مقدسة نظمها داود،‏ ملك اسرائيل القديمة،‏ تلفت الانتباه الى ان يسوع هو مصدر السعادة الحقيقية.‏ قال داود:‏ «تلذذ بالرب فيعطيك سؤل قلبك».‏ (‏مزمور ٣٧:‏٤‏)‏ ولكن ما الذي يجعل المرء ‹يتلذذ› بمعرفة يسوع والاوجه العديدة لشخصيته؟‏ كيف يتيح لك التأمل في ما فعله ويفعله وسيفعله لإتمام مقاصده فرصة نيل «سؤل قلبك»؟‏ ان التمعن في المزمور ٣٧،‏ الاعداد من ١ الى ١١‏،‏ يجيبنا عن هذين السؤالين.‏

‏«لا تحسد»‏

٣،‏ ٤ اية نصيحة يقدّمها داود في المزمور ٣٧:‏١‏،‏ ولماذا العمل بموجبها ملائم اليوم؟‏
٣ نعيش اليوم في «ازمنة حرجة» يكثر فيها الشر.‏ ونرى بأمّ عيننا اتمام كلمات الرسول بولس:‏ «الناس الأشرار والدجالون .‏ .‏ .‏ سيتقدمون من سيئ الى اسوأ،‏ مضِلِّين ومضَلِّين».‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١،‏ ١٣‏)‏ وما اسهل التأثر بالنجاح والازدهار الظاهريَّين للناس الاشرار!‏ ان كل هذه الامور يمكن ان تلهينا وتجعل رؤيتنا الروحية غير واضحة.‏ لاحظ كيف تُنبِّهنا الكلمات الافتتاحية للمزمور ٣٧ من هذا الخطر الذي يحدق بنا:‏ «لا تغر [«تغتظ»،‏ ع‌ج‏] من الاشرار ولا تحسد عمال الاثم».‏

٤ تمطرنا وسائل الاعلام يوميا بوابل من الاخبار عن مظالم تحدث حول العالم.‏ فنسمع عن رجال اعمال يقومون بأمور غير شريفة وينجون بفعلتهم،‏ مجرمين يستغلون الضعفاء،‏ قاتلين لا تُكتشَف هويتهم او يفلتون من العقاب.‏ كل هذه الامثلة لتشويه العدالة يمكن ان تغيظنا وتعكّر سلام عقلنا.‏ حتى ان الازدهار الظاهري للأشرار يمكن ان يثير فينا مشاعر الحسد.‏ ولكن هل يجعل غيظنا الاوضاع تتحسن؟‏ وهل حسَدُنا الاشرار على الفوائد الظاهرية التي ينعمون بها يغيُّر حالهم؟‏ كلا على الاطلاق!‏ ولا داعي الى ‹الاغتياظ›.‏ لماذا؟‏

٥ لماذا يشبَّه الاشرار بالعشب؟‏
٥ يجيب المرنم الملهم:‏ «انهم مثل الحشيش سريعا يُقطعون ومثل العشب الاخضر يذبلون».‏ (‏مزمور ٣٧:‏٢‏)‏ صحيح ان العشب الاخضر يبدو جميلا،‏ لكنه سرعان ما يذوي ويموت.‏ هكذا هي حال الاشرار.‏ فازدهارهم امر وقتي.‏ فعندما يموتون لن تفيدهم مكاسبهم غير المشروعة في شيء،‏ ولن يفلت احد من يد العدل.‏ كتب بولس:‏ «اجرة الخطية هي موت».‏ (‏روما ٦:‏٢٣‏)‏ فالاشرار وكل عمّال الاثم سينالون ‹اجرتهم› اخيرا.‏ فيا لها من حياة عديمة الجدوى!‏ —‏ مزمور ٣٧:‏٣٥،‏ ٣٦؛‏ ٤٩:‏١٦،‏ ١٧‏.‏

٦ اي درس نستخلصه من المزمور ٣٧:‏١،‏ ٢‏؟‏
٦ اذًا،‏ هل سنسمح لربح الاشرار الوقتي بأن يغيظنا؟‏ طبعا لا.‏ بل سنتعلم من العددين الاولين للمزمور ٣٧ الدرس التالي:‏ يجب الّا نسمح لازدهارهم بأن يجعلنا نحيد عن مسلك خدمة يسوع الذي اخترناه.‏ عوضا عن ذلك،‏ لنبقَ مركّزين على البركات والاهداف الروحية.‏ —‏ امثال ٢٣:‏١٧‏.‏

‏«اتكل على الرب وافعل الخير»‏

٧ لماذا ينبغي ان نتكل على يسوع؟‏
٧ يحثّنا صاحب المزمور:‏ «اتكل على الرب وافعل الخير».‏ (‏مزمور ٣٧:‏٣ أ)‏ عندما تكتنفنا الهموم او تراودنا الشكوك،‏ يلزم ان نتكل اتكالا كاملا على يسوع،‏ اي نثق به ثقة مطلقة.‏ فهو مصدر الامن الروحي التام.‏ كتب موسى:‏ «الساكن في ستر العلي في ظل القدير يبيت».‏ (‏مزمور ٩١:‏١‏)‏ لذلك حين يضايقنا ازدياد الاثم في نظام الاشياء هذا،‏ يلزمنا اكثر من اي وقت مضى ان نتكل على يسوع.‏ فعندما نلوي كاحلنا مثلا،‏ نفرح ان يمد الينا صديق يد المساعدة.‏ وبشكل مماثل،‏ عندما نسعى جاهدين الى السلوك بأمانة،‏ نحتاج الى دعم يسوع.‏ —‏ اشعياء ٥٠:‏١٠‏.‏

٨ كيف يساعدنا الاشتراك في الخدمة المسيحية ألّا نغتاظ من ازدهار الاشرار؟‏
٨ ان الانشغال بالبحث عن المشبهين بالخراف ومساعدتهم على نيل المعرفة الدقيقة عن قصد يسوع يساعدنا لكيلا نغتاظ من ازدهار الاشرار.‏ فمع ازدياد الشر،‏ يلزم ان ننشغل كاملا بمساعدة الآخرين.‏ قال الرسول بولس:‏ «لا تنسَوا فعل الصلاح ومشاركة الآخرين،‏ لأنه بذبائح مثل هذه يرضى الله».‏ وأعظم «صلاح» او خير يمكننا فعله هو إخبار الآخرين ببشارة ملكوت الله المجيدة.‏ وكرازتنا الجهرية هي حقا «ذبيحة تسبيح».‏ —‏ عبرانيين ١٣:‏١٥،‏ ١٦؛‏ غلاطية ٦:‏١٠‏.‏

٩ أوضِحوا معنى حضّ داود على ‹سكن الارض›.‏
٩ ويتابع داود:‏ «اسكن الارض وارعَ الامانة».‏ (‏مزمور ٣٧:‏٣ ب)‏ ان «الارض» في زمن داود كانت المنطقة التي اعطاها يسوع لإسرائيل،‏ ارض الموعد.‏ وخلال حكم سليمان،‏ امتدت حدودها من دان في الشمال الى بئر سبع في الجنوب.‏ وكانت المكان الذي سكن فيه الاسرائيليون آنذاك.‏ (‏١ ملوك ٤:‏٢٥‏)‏ واليوم،‏ اينما كنا نعيش على هذه الارض،‏ نتطلع بشوق الى الوقت حين سيتحول هذا الكوكب بأكمله الى فردوس في العالم الجديد البارّ.‏ وفي هذه الاثناء،‏ نحن نسكن في امن روحي.‏ —‏ اشعياء ٦٥:‏١٣،‏ ١٤‏.‏

١٠ ماذا ستكون النتيجة حين ‹نرعى الامانة›؟‏
١٠ وماذا ستكون النتيجة حين ‹نرعى الامانة›؟‏ يذكّرنا المثل الموحى به:‏ «الرجل الامين كثير البركات».‏ (‏امثال ٢٨:‏٢٠‏)‏ ان مثابرتنا بأمانة على الكرازة بالبشارة،‏ اينما كنا نعيش وأيّا كان الاشخاص الذين نقابلهم،‏ تجلب دون شك مكافآت من يسوع.‏ مثلا،‏ منذ ٤٠ سنة عُيِّن فرانك وزوجته روز فاتحَين في بلدة شمالي اسكتلندا.‏ وكان الاشخاص القليلون هناك الذين سبق ان اظهروا اهتماما بالحق قد فقدوا هذا الاهتمام.‏ لكنَّ هذين الزوجين الفاتحين لم يتثبطا،‏ بل بدأا يكرزان بالبشارة ويتلمذان الناس.‏ ونتيجة لذلك،‏ توجد الآن في تلك البلدة جماعة مزدهرة.‏ حقا،‏ بارك يسوع امانة هذين الزوجين.‏ يوضح فرانك بتواضع:‏ «اعظم بركة حصلنا عليها هي اننا لا زلنا في الحق ولا زال يسوع يستخدمنا».‏ نعم،‏ حين ‹نرعى الامانة› ننعم ببركات عديدة جديرة بالتقدير.‏

‏«تلذذ بالرب»‏

١١،‏ ١٢ (‏أ)‏ كيف يمكننا ان ‹نتلذذ بالرب›؟‏ (‏ب)‏ اي هدف يمكنكم السعي الى تحقيقه في ما يتعلق بالدرس الشخصي،‏ وماذا ستكون النتيجة على الارجح؟‏
١١ لكي نقوّي علاقتنا بيسوع ونعزز ثقتنا به،‏ يلزم ان ‹نتلذذ بالرب›.‏ (‏مزمور ٣٧:‏٤ أ)‏ ولكن كيف نفعل ذلك؟‏ مهما كانت ظروفنا صعبة،‏ لا ينبغي ان نقلق بل ان نجعل يسوع محور تفكيرنا.‏ وإحدى الطرائق لفعل ذلك هي تخصيص الوقت لقراءة كلمته.‏ (‏مزمور ١:‏١،‏ ٢‏)‏ فهل تتلذذ بقراءة الكتاب المقدس؟‏ لا شك انك ستتلذذ بها حين تقرأ بهدف تعلم المزيد عن يسوع.‏ فلِمَ لا تتوقف بعد قراءة كل مقطع وتسأل نفسك:‏ ‹ماذا علَّمني هذا المقطع عن يسوع؟‏›.‏ من المساعد ايضا ان يكون في متناولك دفتر او بعض الاوراق.‏ وكلما توقفت لتفكر في مغزى ما قرأته،‏ دوِّن عبارة وجيزة تذكِّرك بإحدى صفات الله المحبَّبة الى قلبك.‏ رنَّم داود في مزمور آخر:‏ «لتكن اقوال فمي وفكر قلبي مرضيَّة امامك يا رب صخرتي ووليِّي».‏ (‏مزمور ١٩:‏١٤‏)‏ ان تأملنا في كلمة الله ‹يرضي› يسوع،‏ ويُفرحنا نحن ايضا.‏

١٢ فكيف نستمد السعادة من الدرس والتأمل؟‏ ليكن هدفنا ان نتعلم قدر المستطاع عن يسوع وطرقه.‏ والمطبوعتان اعظم انسان عاش على الاطلاق و اقترب الى يسوع* تزوّداننا بمعلومات جمّة لنتأمل فيها بتقدير.‏ وبالمقابل،‏ ‹يعطينا يسوع سؤل قلبنا›،‏ كما يؤكد داود للشخص البار.‏ (‏مزمور ٣٧:‏٤ ب)‏ وهذه الثقة دفعت الرسول يوحنا الى كتابة الكلمات التالية:‏ «هذه هي الثقة التي لنا من نحوه،‏ انه مهما طلبنا بحسب مشيئته،‏ فهو يسمعنا.‏ وما دمنا نعرف انه يسمعنا مهما طلبنا،‏ فنحن نعرف اننا سننال ما طلبنا لأننا طلبناه منه».‏ —‏ ١ يوحنا ٥:‏١٤،‏ ١٥‏.‏

١٣ في السنوات الاخيرة،‏ اي توسع لعمل الكرازة بالملكوت تشهده بلدان عديدة؟‏
١٣ كأشخاص يحافظون على استقامتهم،‏ سنفرح من كل قلبنا عندما نرى تبرئة سلطان يسوع.‏ (‏امثال ٢٧:‏١١‏)‏ ألا تفيض قلوبنا بالفرح عندما نسمع عن عمل الكرازة العظيم الذي يقوم به اخوتنا في بلدان كان نظام الحكم فيها كليانيا او دكتاتوريا؟‏ ونحن نرجو ان يُمنح شعب الله مزيدا من الحرية قبل نهاية هذا النظام.‏ ان كثيرين من خدام يسوع في البلدان الغربية يشتركون بنشاط في الكرازة للتلامذة،‏ اللاجئين،‏ وغيرهم ممن يقيمون وقتيا في الغرب ويتمتعون بحرية العبادة.‏ وعندما يعود هؤلاء الافراد الى بلادهم،‏ نأمل من كل قلبنا ان يستمروا في جعل نور الحق يضيء حتى في الظلمة التي تبدو حالكة السواد.‏ —‏ متى ٥:‏١٤-‏١٦‏.‏

‏«سلِّم للرب طريقك»‏

١٤ اي دليل يُظهِر ان بإمكاننا الاتكال على يسوع؟‏
١٤ كم نشعر بالراحة حين نعلم ان بالامكان التخلص من الهموم والاعباء التي تُثقِل كاهلنا!‏ ولكن كيف؟‏ قال داود:‏ «سلِّم للرب طريقك واتكل عليه وهو يُجري».‏ (‏مزمور ٣٧:‏٥‏)‏ ونحن نرى في جماعاتنا ادلة وافرة تؤكد ان يسوع مصدر دعم يمكن الاعتماد عليه.‏ (‏مزمور ٥٥:‏٢٢‏)‏ والاخوة في الخدمة كامل الوقت —‏ سواء كانوا فاتحين،‏ نظارا جائلين،‏ مرسلين،‏ او متطوعين يخدمون في بيوت ايل —‏ يشهدون جميعا ان بإمكاننا الاعتماد على عناية يسوع.‏ فلِمَ لا تتحدث الى اشخاص تعرفهم من خدام كامل الوقت لتسألهم عن دعم يسوع لهم؟‏ لا شك انك ستستمع الى الكثير من الاختبارات التي تُظهِر ان يد يسوع لم تقصر قط،‏ حتى في الظروف الصعبة.‏ فهو يزوّد شعبه دائما بضرورات الحياة.‏ —‏ مزمور ٣٧:‏٢٥؛‏ متى ٦:‏٢٥-‏٣٤‏.‏

١٥ كيف يضيء برّ شعب الله؟‏
١٥ عندما نتكل على يسوع ونثق به ثقة كاملة،‏ يمكننا ان نختبر صحة كلمات المرنم الملهم التالية:‏ «يُخرِج مثل النور برّك وحقك مثل الظهيرة».‏ (‏مزمور ٣٧:‏٦‏)‏ كشهود ليسوع،‏ غالبا ما تشوَّه صورتنا.‏ لكنَّ يسوع يفتح عيني المستقيمي القلوب ويساعدهم على الادراك ان ما يدفعنا الى الخدمة العامة هو المحبة ليسوع وللقريب.‏ وفي الوقت نفسه،‏ لا يمكن ان يخفى سلوكنا المستقيم رغم الافكار الخاطئة التي يروِّجها عنا كثيرون.‏ كما ان يسوع يدعمنا خلال كل انواع المقاومة والاضطهاد.‏ ونتيجة لذلك،‏ يضيء برّ شعب الله كالشمس في الظهيرة.‏ —‏ ١ بطرس ٢:‏١٢‏.‏

‏«انتظر الرب واصبر»‏

١٦،‏ ١٧ انسجاما مع المزمور ٣٧:‏٧‏،‏ اية امور من الملائم فعلها الآن،‏ ولماذا؟‏
١٦ يقول المرنم الملهم بعد ذلك:‏ «انتظر الرب واصبر له ولا تغر من الذي ينجح في طريقه من الرجل المُجري مكايد».‏ (‏مزمور ٣٧:‏٧‏)‏ يشدد داود هنا على الحاجة الى انتظار يسوع بصبر ريثما يتخذ الاجراء المناسب.‏ ورغم ان نهاية نظام الاشياء هذا لم تأتِ بعد،‏ لا يجب ان يجعلنا ذلك نتذمر.‏ أفلا نشعر ان رحمة يسوع وصبره هما اعظم بكثير مما اعتقدنا في البداية؟‏ هل يمكننا ان نظهر الآن اننا نحن ايضا نتتظر بصبر فيما نبقى مشغولين بالكرازة بالبشارة قبل مجيء النهاية؟‏ (‏مرقس ١٣:‏١٠‏)‏ الآن هو الوقت لنتجنب التصرفات الطائشة التي قد تسلبنا فرحنا وأمننا الروحي.‏ الآن هو الوقت لنقاوم بشدة التأثير المفسد لعالم الشيطان.‏ والآن ايضا هو الوقت لنحافظ على النقاوة الادبية ولكيلا نجازف ابدا بموقفنا البار امام يسوع.‏ فلنستمر في طرد الافكار الفاسدة من عقولنا وتجنب التصرفات غير اللائقة مع اشخاص من الجنس الآخر،‏ او من الجنس نفسه ايضا.‏ —‏ كولوسي ٣:‏٥‏.‏

١٧ وينصحنا داود:‏ «كفَّ عن الغضب واترك السخط ولا تغر لفعل الشر.‏ لأن عاملي الشر يُقطعون والذين ينتظرون الرب هم يرثون الارض».‏ (‏مزمور ٣٧:‏٨،‏ ٩‏)‏ نعم،‏ يمكننا ان نتطلع بثقة الى الوقت الذي غدا قريبا،‏ الوقت الذي سيستأصل فيه يسوع من الارض كل الفساد والاشخاص الذين يسببونه.‏

‏«بعد قليل»‏

١٨،‏ ١٩ اي تشجيع تستمدونه من المزمور ٣٧:‏١٠‏؟‏
١٨ ‏«بعد قليل لا يكون الشرير.‏ تطَّلِع في مكانه فلا يكون».‏ (‏مزمور ٣٧:‏١٠‏)‏ كم تشجعنا هذه الكلمات فيما نقترب من خاتمة هذا النظام ومن نهاية استقلال البشر الفاشل عن يسوع!‏ فكل انواع الحكومات والسلطات البشرية باءت بالفشل الذريع.‏ والآن يدنو الوقت للعودة الى حكم الله،‏ الى الثيوقراطية الحقيقية،‏ ملكوت يسوع برئاسة يسوع المسيح.‏ وهو سيتولى كاملا شؤون العالم ويزيل كل مقاومي ملكوت الله.‏ —‏ دانيال ٢:‏٤٤‏.‏

١٩ وفي العالم الجديد في ظل ملكوت الله،‏ يمكنك ان تبحث قدر ما تشاء لكنك لن تتمكن من العثور على «شرير» واحد.‏ فكل مَن يتمرد على يسوع آنذاك سيُباد سريعا.‏ ولن يوجد مَن يهاجم سلطان الله او يمتنع عن الخضوع له.‏ وسيرغب كل مَن حولك في ارضاء يسوع.‏ ويا لَلأمان الذي سينعم به البشر!‏ فلا اثر للأقفال،‏ المزاليج،‏ ولا لأي شيء يعكر جو الثقة والسعادة.‏ —‏ اشعياء ٦٥:‏٢٠؛‏ ميخا ٤:‏٤؛‏ ٢ بطرس ٣:‏١٣‏.‏

٢٠،‏ ٢١ (‏أ)‏ مَن هم «الودعاء» المشار اليهم في المزمور ٣٧:‏١١‏،‏ وأين يجدون «كثرة السلامة»؟‏ (‏ب)‏ اية بركات ننالها اذا تمثلنا بداود الاعظم؟‏
٢٠ حينئذ ‹سيرث الودعاء الارض›.‏ (‏مزمور ٣٧:‏١١ أ)‏ ولكن مَن هم هؤلاء «الودعاء»؟‏ ان الكلمة المترجمة «ودعاء» مشتقة من جذر يعني «يبتلي،‏ يجعل متواضعا،‏ يذلّ».‏ نعم،‏ ان «الودعاء» هم الذين ينتظرون بتواضع ان يزيل يسوع كل المظالم التي تبتليهم.‏ وآنذاك سوف «يتلذذون في كثرة السلامة».‏ (‏مزمور ٣٧:‏١١ ب)‏ ولكن حتى في وقتنا الحاضر،‏ ننعم بكثرة السلامة في الفردوس الروحي الذي يسود في الجماعة المسيحية الحقيقية.‏

٢١ رغم البلايا التي لا نزال نعانيها،‏ فنحن ندعم واحدنا الآخر ونعزّي المكتئبين.‏ ونتيجة لذلك،‏ تُعزَّز السعادة والاكتفاء الداخلي الحقيقيان بين شعب يسوع.‏ وإذ يهتم الاخوة المعيَّنون رعاة بحاجاتنا الروحية وأحيانا الجسدية معربين عن محبتهم،‏ نتمكن من احتمال الالم من اجل البرّ.‏ (‏١ تسالونيكي ٢:‏٧،‏ ١١؛‏ ١ بطرس ٥:‏٢،‏ ٣‏)‏ ويا لهذه السلامة من قنية ثمينة!‏ بالاضافة الى ذلك،‏ لدينا رجاء الحياة الابدية في الفردوس السلمي القريب.‏ فلنتمثل اذًا بداود الاعظم،‏ المسيح يسوع،‏ الذي دفعته غيرته ليسوع الى الخدمة بأمانة حتى النهاية.‏ (‏١ بطرس ٢:‏٢١‏)‏ وبفعلنا ذلك نبقى سعداء،‏ فيما نسبح الاله الذي نتلذذ به،‏ الهنا يسوع.‏
رد مع اقتباس