+ وهذا الحديث الحلو يجعل الذهن نشط غير قابل للهم والغم وحزن العالم، بل كل هذا يُطرد بفعل عمل النعمة التي تعمل في هذا الحديث الخارج من القلب بفعل عمل الاستنارة الإلهية، لذلك لا ينبغي قط أن نُبادر في التكلم عن الأمور الروحية بدون استنارة وعمل النعمة، لأن حيث العوز يكون الجهل وعمى البصيرة، لذلك ينبغي أن ننتظر أولاً الاستنارة الإلهية التي ستحملنا على الكلام لأن الفكر الطبيعي بحسب الناس يتفلسف دائماً خارج الله في أمور الله، فتفقد النفس الحس الروحي الذي يجعلها تتحرك نحو الله، لأن من كثرة المعلومات والمعرفة بالأمور الإلهية بدون خبرة وشركة وحياة في النور، تُفسد النفس وتحيا في وَهم أنها تسير وفق الحق، مع أنها بعيدة كل البعد عن الله الحي، لأنها لا ترى ولا تنظر النور البهي: