القديسة مريم من عرس قانا الجليل حتى الصليب العذراء الأم تفرح معنا فى أفرحنا وتشاركنا أحزاننا همومنا وتصلى من اجلنا نراها فى عرس قانا مع ربها وابنها الوحيد وتلاميذه وعندما فرغت الخمر كرمز لغياب البهجة تدخلت القديسة مريم وقالت للخدام مهما قال لكم فافعلوه ورغم ان السيد الرب أعلن ان ساعته لم تأتى بعد، لكنه صنع المعجزة وقال للخدام أملاؤا الاجران ماء ثم باركها وقالوا وحولها الى خمر كرمز للفرح فوجود الرب بيننا هو سبب فرحنا وسر قوتنا ومازالت القديسة مريم تطلب من الرب ان يهب السلام والفرح لنا وتوصينا ان نطيعه ونصنع كل حين ما يرضيه. لقد رافقت العذراء مريم من النسوة القديسات السيد المسيح فى خدمته ورأت معجزاته وكان لها الإيمان بالوهيته وتبعته حتى الصليب حيث جاز فى نفسها سيف الآلم وهى تشاهد الاهانات والمحاكمة الظالمة لابنها وربها وهى تتأمل وداعته وصبره وأتضاعه وخدمة وبذله ونرى أهتمام المخلص بامه القديسة مريم { وَكَانَتْ وَاقِفَاتٍ عِنْدَ صَلِيبِ يَسُوعَ، أُمُّهُ، وَأُخْتُ أُمِّهِ مَرْيَمُ زَوْجَةُ كِلُوبَا، وَمَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ. فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ أُمَّهُ، وَالتِّلْمِيذَ الَّذِي كَانَ يُحِبُّهُ وَاقِفاً، قَالَ لِأُمِّهِ: «يَا امْرَأَةُ، هُوَذَا ابْنُكِ». ثُمَّ قَالَ لِلتِّلْمِيذِ: «هُوَذَا أُمُّكَ». وَمِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ أَخَذَهَا التِّلْمِيذُ إِلَى خَاصَّتِهِ.} (يو 25:19-27). وان كان سيف الألم وساعات الظلمة قد كانت قاسية على قلب الأم فقد عبرت سريعا وتبعتها أفراح القيامة التى أكتملت برؤية الرب القائم من الأموات ووجدنا العذراء تواظب على الصلاة مع الرسل وخدمة العذارى فى بيت يوحنا الحبيب حتى انتقالها الي السماء.لقد أعطت العذراء حياتها بطولها وعرضها لخدمة الله وتم فيها أكثر من الجميع قول الرب: { فان من اراد ان يخلص نفسه يهلكها ومن يهلك نفسه من اجلي ومن اجل الانجيل فهو يخلصها} (مر 8 : 35). فطوبى لي يا عذراء يا أم الله وأم جميع القديسين. الأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى