شِعْرُ | أشعار
الشعر وسيلة قديمة جدًا للتعبير عن أحاسيس النفس. وهو وليد العواطف الطبيعية. فكلمات سارة عند ولادة ابنها شعر (تك 21: 6 و 7). وكلمات يعقوب مباركًا أولاده قبيل وفاته أنموذج من الشعر السامي (تك 49). وأغنية موسى ومريم بعد عبور بني إسرائيل البحر الأحمر نوع من الشعر العبري البسيط، المنظوم على نغمات الرقص (خر 15: 1-21).
والشعر العبري لا يتقيد بالمقاطع ولا بالقوافي، وإنما أهم ميزة فيه الموازنة والتطابق. ونراهما واضحين في أنواعها المختلفة التالية:
(1) تشابه المعنى: آي تكرار الفكرة مرة أخرى بألفاظ أخرى:
تك 4: 23: "عاده وصله، اسمعا قولي، يا امرأتي لامك وأصغيا لكلامي فإني قتلت رجلًا لجرحي، وفتى لسحقي". لاحظ أن لامك لم يقتل سوى رجل واحد.
مز22: 20: "أنقذ من السيف نفسي، ومن يد الكلب حياتي".
(2) متدرج: وفيه يشرح السطر الثاني فكرة جديدة مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالسطر الأول:
أيوب 3: 17: "هناك يكف المنافقون عن الشغب، وهناك يستريح المتعبون".
(3) تركيبي توافقي: فيه الفكرة في السطر الأول تستخدم أساسًا تبنى عليه الأفكار المتتابعة.
مز 25: 12: "من هو الإنسان الذي يخشى الرب، انه يرشده في الطريق التي يختارها".
ام 26: 4: "لا تجاوب الغبي بحسب حماقته، لئلا تكون أنت نظيره".
مز 24: 9: "ارفعن أيتها الأبواب رؤوسكن وارتفعن أيتها المداخل الدهريات فيدخل ملك المجد".
(4) تقدمي: وفيه تتكرر كلمات متميزة، والفكرة ترتقي تدريجيًا حتى يكتمل إيضاحها.
مز 29: 5: "وإن صوت الرب يحطم الأرز، يحطّم الرب أرز لبنان".
مز 121: 3 و 4: "إنه لا يدع قدمك تزل، وإن حافظك لا ينعس، ها إن حافظ إسرائيل لا ينعس ولا ينام".
(5) تناقضني: فيه يتضح الفكرة بالمناقضة.
ام 10: 1: "الابن الحكيم يسر أباه، والابن الغبي يحزن أمه".
مت 8: 20: "للثعالب اوجرة، ولطيور السماء أوكار أما ابن الإنسان فليس له أين يسند رأسه".
(6) مقارنة: فيه يتضح الفكر بالمقارنة بشيء آخر معروف:
مز 42: 1: "كما يشتاق الايل إلى جداول المياه، كذلك تشتاق نفسي إليك يا الله".
الموشحات الشعرية ليست أساسية في الشعر العبري، وربما تظهر في مزموري 42 و 43 اللذين هما قطعة شعرية واحدة. مز 46 يتكون من ثلاثة مجموعات من 3 آيات. وتختم كل مجموعة بكلمة "سلاه" ومز 119 يتكون من 22 مجموعة من 8 آيات.
وأنواع الشعر عادة هي: شعر قصصي، ودراما، ووجداني، وتهذيبي. وربما شيئًا من الشعر القصصي والدراما في قضاة ص5 ومز 105 و 106.
وكذلك يشبه سفر أيوب الدراما. أما الشعر الوجداني فالكتاب المقدس مليء به. فلم تمر فترة بعد الخروج من دون أن نظم شيء منه.