حوار الطرشان
القمص يوسف حنا كاهن كنيسة الشهيد العظيم ابى سيفين بالمهندسين
٢١ أكتوبر ٢٠١٥
يقولون العقل الفارغ معمل للشيطان.. وهناك موجة الحادية كما يسميها البعض أما أنا أسميها حوار الطرشان.. فهناك فريق يتكلم ولا يريد أن يسمع لأنه له آذان لا تسمع.. ومن ضمن الحوارات هو أنه لماذا هناك رجل.. وهناك امرأة.. لماذا لا نتوالد كالأميبا ينتفخ الكائن ثم ينتفخ ثم ينقسم إلى اثنين.. ولماذا لا يلد الرجال.. لماذا.. ولماذا.. أهو أى كلام.. قلت له يا عزيزى ربنا خلق ملايين المخلوقات وكل خليقة لها خواص خاصة بها فالزجاج لا يحجب الرؤية وهو صلب والحديد قوى وينجذب إلى المغناطيس والزجاج يختلف عن الخشب والحديد.. كل منهم له طبيعة وخواص معينة.. إن عرفناها واحترامناها وتعاملنا معه بهذه الخواص ستحصل على أكبر استفادة.. أما إذا أردنا أن الزجاج ينجذب إلى المغناطيس.. أو أن الخشب لا يحجب الرؤية فنحن نطلب المستحيل.. فمن ضمن الكائنات التى لها خواص معينة يجب أن نحترمها إن أردنا التعامل معه.. فهو الكائن الحى وهو الله.. فمن طبيعته أنه خالق وليس مخلوق.. فليس لنا أن نسأل من خلق الله.. لأنه بطبيعته خالق وليس مخلوق كما أن الزجاج لا ينجذب إلى المغناطيس لأن هذه هى طبيعته.. إن أردنا أن نتعامل مع الكائن الحى الذى هو الله فمن طبيعته أنه حى لا يموت وهو فوق الزمان والمكان.. وأنه لا ير لكنه يظهر لمن يحب أن يظهر له فهو ممكن أن يتكلم مع إيليا كهبوب الريح أو كما بنار فى العليقة لموسى النبى وهو قادر على كل شئ ولا يعسر أمامه أمر.. ومن هنا كان غير المستطاع لدى الناس مستطاع لدى الله وحده لذلك شق البحر الأحمر ونهر الأردن بإرادته نقول هذا لمن يتخيل أنه يستطيع أن يتحاور حول الطبيعة الإلهية.. أو يفهم طبيعة الله.. نقول له أنت عقلك محدود وطبيعة الله وقدرته غير محدودة أنت مخلوق.. أما هو فخالق.. أنت تموت.. أما هو فحى لا يموت.. وإلى الأبد.. الله خالق أى أنه فنان ومبدع..