أوفى صديق
https://upload.chjoy.com/uploads/169548871800231.jpg
من الصعب أن نرى انساناً يتفهّم مشاعرنا
ويتفقّد أحوالنا ويقف معنا في الأفراح والأحزان
يتقبّلنا كما نحنُ بأخطائنا وعلّاتنا.. بهدوئنا وصَخَبِنا
بتعقلنا وجنوننا.. بإيماننا وبخطايانا...
يفتح أبواب قلبه لنا بكل الأوقات
ليسمع شكوانا وطلباتنا.. أنيننا وأسرارنا،
همساتنا وصراخنا.. أصوات ضحكاتنا وبكائنا
يمسح دموعنا ويتأمل ابتساماتنا..

من الصعبِ بل من المستحيل أن تجد هذا الإنسان
لأنه يبقى غير كامل مهما أحبَّك وفَهِمَك وشعَر بك...
وممكن بلحظةٍ أن يتركك
بسبب ضغط أو ظرف قاهر خارج عن إرادته،
أو بسبب الضعف البشري الذي يحمله الإنسان
منذ لحظة السقوط وانفصاله عن الله.

وبكل الأحوال ... وبعد البحث الطويل،
لن تجد ذلك الإنسان بالشكل الذي تريده،
والصورة التي تتمناها..
لأنه ستبقى المسالة نسبية
ومحدودة بأفضل الأحوال،
لأننا كلنا ضعفاء محدودين
ومحدّدين في كل شيء.

علينا أن لا نفتش بعيداً عن ذاتنا
وأن لا نرهق أنفسنا..
علينا أن نبحث عن شخص واحد فقط
أن يكون هو الصديق والاخ المثالي لنا
نذهب الى قلوبنا ...ونفتح أبوابها له.

إنه الإله الأوحد..
والأخ الأعظم..
والصديق الأوفى
الذي يتقبّلنا كما نحنُ ويحبنا كما نحنُ،
والذي يقول :
" تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي
الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ."(متّى 11 :28)..!!