* يا وردة سرّية يا أرزة لبنان *
https://upload.chjoy.com/uploads/168446858366361.jpg
نقرأ في سفر نشيد الاناشيد أقوال سليمان الحكيم للملكة عروسته وهي مخطوبة له :
أنها وردة الشارون وسوسنة الاودية ... كالسوسنة بين الشوك كذلك خليلتي بين البنات : قوية ، خالدة كأرزة لبنان .وهنا نسأل : لماذا شبهت أمنا مريم العذراء بالوردة ؟ لأن الوردة رغم وجودها بين الشوك ، تفوح منها رائحة زكيّة .

فالشوك يمثل الخطأة والعذراء وحدها وردة سرية أعني سماوية غير مشتركة معنا بخطيئة طبيعتنا البشرية .
وبينما تركنا الله لاننا أشواك وأقذار ، نراه يرغب في الاتحاد بالعذراء لانها وردة عطرة انتشر طيبها منذ وجدت على الارض .
هي وردة غير زمنية بل سرية عجائبية !..
والورد في مفهوم الناس رمز للحبّ يتبادلون طاقاته في بعض المناسبات ،... اعراباً عما يكنّ بعضهم لبعض من عواطف الولاء والمحبّة ، لكنه على بهاء لونه وطيب شذاه زائل فانه سريع الذبول !..
*أمّا العذراء مريم الوردة السرية !
فقد اختارها الربّ عروسة لخدره السماوي وشاء الاَّ يذبل لها جمال ولا يزول ما تزدان به من طيوب الطهر والكمال !..
بل تبقى أبداً على مرور الايام الوردة السرية الخالدة !..
وقد شبّهت الكنيسة أمنا العذراء بالأرز لأنّ خشبه لا يعتريه سوس فهو قويّ !.. ولا يخاف عليه من كرور الأجيال بالنسبة لباقي الأخشاب .
والعذراء مريم أمنا هي أرزة لبنان بل هي تفوق الارزة قوّة ومكانة !...

إذ أنها لم تعرف سوس الخطيّة حتى ولا الأصلية منها !..فهي طاهرة نقيّة !..

فلنصلي معا في هذا الشهر لطلب شفاعتها ونقدم لها ورود أعمالنا الصالحة وهي بدورها تقدمها لابنها * ينشق منها عطر التوبة والتكفير... فيعاملنا بالرضى والغفران ويفيض علينا غيث الرحمة والرضوان ...