![]() |
لقد كانت علّة يهوذا هي النفاق
https://upload.chjoy.com/uploads/167942320912511.jpg الفساد الأدبي الخفي أشد فتكًا وهولاً من الفساد الأدبي العلني. فليس هناك ما هو أخبث من ذلك السرطان الذي يستعصي على الكشف بينما يستشري في الجسد لهلاكه. كان يهوذا يحاول الظهور بمظهر أمين الصندوق الذي يحرص على أمواله لمصلحة الفقراء، بينما كان سارقًا له! «كَانَ سَارِقًا، وَكَانَ الصُّنْدُوقُ عِنْدَهُ، وَكَانَ يَحْمِلُ مَا يُلْقَى فِيهِ» (يوحنا١٢: ٣-٦). ويضيف الكاتب: “لقد كانت علّة يهوذا هي النفاق! وحياة النفاق تبدأ دائمًا كشقٍ ضئيل يتمثل في التصميم على إخفاء خطية معينة. والخطية السرية لها سبيلها في إفساد الذهن وإحداث تشوهات رهيبة على مستوى الكيان كله، إذ سوف يملأ الشيطان تلك الفجوة ما بين ذاتنا السرية وذاتنا العلنية. هكذا عاش يهوذا ومات عالقًا في أشراك علاقة غرام سرية مع الخطية!” ولنا جميعًا التحذير الواضح: «لاَ تُعْطُوا إِبْلِيسَ مَكَانًا» (أفسس٤: ٢٧). وبالمثل عاش شاول الملك طوال حياته بمظهر بعيد تمامًا عن جوهره. «فَمَاتَ شَاوُلُ بِخِيَانَتِهِ الَّتِي بِهَا خَانَ الرَّبَّ مِنْ أَجْلِ كَلاَمِ الرَّبِّ الَّذِي لَمْ يَحْفَظْهُ. وَأَيْضًا لأَجْلِ طَلَبِهِ إِلَى الْجَانِّ لِلسُّؤَالِ» (١أخبار١٠: ١٣). وكذلك، «خَانَ عَخَانُ بْنُ زَارَحَ خِيَانَةً فِي الْحَرَامِ» فرأى واشتهى، ثم أخذ وطمر (يشوع٧). لا علاج للخطايا المكتومة إلا أن نعترف بها للرب ونكشفها في نور محضره. «مَنْ يَكْتُمُ خَطَايَاهُ لاَ يَنْجَحُ، وَمَنْ يُقِرُّ بِهَا وَيَتْرُكُهَا يُرْحَمُ» (الأمثال٢٨: ١٣). «أَعْتَرِفُ لَكَ بِخَطِيَّتِي وَلاَ أَكْتُمُ إِثْمِي. قُلْتُ: “أَعْتَرِفُ لِلرَّبِّ بِذَنْبِي” وَأَنْتَ رَفَعْتَ أَثَامَ خَطِيَّتِي» (المزامير٣٢: ٥). |
الساعة الآن 05:31 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025