منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   قسم السيدة العذراء مريم والدة الإله (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=18)
-   -   العذراء أم النور | تكريس العذراء القديسة (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=921704)

Mary Naeem 17 - 12 - 2022 12:18 PM

العذراء أم النور | تكريس العذراء القديسة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/16712781570431.jpg

تكريس العذراء القديسة




إن طاعة وصايا الله، والخضوع له تُّمَثًّل بذبيحة المحرقة التي تظل النيران تشتعل فيها، حتى تلتهمها إلى التمام. لقد أشارت ذبيحة المحرقة لطاعة الرب يسوع المسيح الكاملة لله، كقول الكتاب: "وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ" (في2: 8).
تكرست العذراء القديسة منذ طفولتها لخدمة الله في الهيكل. فعاشت عابدة له على الدوام. تسمع وتفهم وتدرس الناموس والوصايا الإلهية، تخدم في خضوع وتكريس كلي، فهي تطيع ما تؤمر به بفرح، كأَمَةً (عبدة) لأنها تحب الله، وتثق في حبه لها. تعودت العذراء أن تطيع من القلب، وليس كالعبيد الذين يطيعون، ويخدمون عندما تلاحظهم أعين أسيادهم، لكنهم لا يطيعونهم متى تحرروا من رقابتهم لهم. لكن أبناء الله يقدمون الحب للجميع ببساطة قلب، كعبيد لله مع فارق كبير، وهو حبهم لله أبيهم، كقوله: "أَيُّهَا الْعَبِيدُ، أَطِيعُوا فِي كُلِّ شَيْءٍ سَادَتَكُمْ حَسَبَ الْجَسَدِ، لاَ بِخِدْمَةِ الْعَيْنِ كَمَنْ يُرْضِي النَّاسَ، بَلْ بِبَسَاطَةِ الْقَلْبِ، خَائِفِينَ الرَّبَّ" (كو3: 22).
عندما ذهبت العذراء لعرس قانا الجليل مع الرب يسوع المسيح، لم يكن هدفها تقديم مجاملة شكلية لأهل العروسين (كما يفعل من يخدمون لكي تنظرهم عيون الإخرين)، ثم تنصرف بعدها، لكنها كانت تنوي تقديم حبها لهم، بحسب الوصية: "فَرَحًا مَعَ الْفَرِحِينَ وَبُكَاءً مَعَ الْبَاكِينَ" (رو12: 15). وبالفعل قدمت لهم حبًا حقيقيًا عاملًا. لم يسألها أحد عن تدبير خمرًا بديلًا للذي نَفَذَ، ولم يكن يتوقع أحد منها المساعدة، لكنها تقدمت لمد يد العون. حثها قلبها على الخدمة والتفاني، وإنقاذ أهل العرس من الحرج. فقد ذهبت للرب لتخبره بالمشكلة، حبًا في الناس، وهي على يقين باستجابته لها.
القارئ العزيز... إن قلب العذراء المملوء حبًا لله كان دائمًا هو المحرك القوي لطاعتها لوصاياه بدقة. لقد ملك الله على قلبها، لأنها أعطته قلبها بالكامل، حسب الوصية: "يَا ابْنِي أَعْطِنِي قَلْبَكَ، وَلْتُلاَحِظْ عَيْنَاكَ طُرُقِي" (أم23: 26). وهذا هو المعنى الحقيقي للتكريس لله.
فاحرص يا أخي الحبيب على تنقية قلبك من أي محبة غريبة. كرس قلبك له، وكن مستعدًا لإطاعة وصايا الله من قلبك، كقوله: "اِفْعَلُوا كُلَّ شَيْءٍ بِلاَ دَمْدَمَةٍ وَلاَ مُجَادَلَةٍ، لِكَيْ تَكُونُوا بِلاَ لَوْمٍ، وَبُسَطَاءَ، أَوْلاَدًا ِللهِ بِلاَ عَيْبٍ..." (في2: 14- 15).




الساعة الآن 02:17 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025