منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   بستان الرهبان | حكم وتعاليم آباء البرية وأباء الرهبنة (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=31)
-   -   تشامخ الفريسي وتواضع العشار (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=860664)

walaa farouk 11 - 04 - 2022 11:04 PM

تشامخ الفريسي وتواضع العشار
 
..الفريسي والعشار ...(لوقا ١٨)
..(تشامخ الفريسي،وتواضع العشار..)



https://upload.chjoy.com/uploads/16497182213361.jpg

انسانان صعدا ليُصلّيا_إذ الصلاة تُصعدنا الى فوق وتُحْضِرنا امام أعظم كائن،أمام الله نفسه..لكنه اتضح أن نيّة الفريسي لم تكن نقية (كان جاهلا') فأراد من صلاته أن يمجّد ذاته،دون أن يعطي المجد لله مع أنه ابتدأ بالشكر،وتابع بجهالة وغباء،يُحدِّث الله عن مآثره الشخصية وصومه وصلاته - وكأن الله لم يكن ليعرفها..صعِد بِحِمل كبير من التشامخ والعمى،ونزل بحِملٍ أعظم من التكبر واﻹدانة،إذ أدان أخاه العشّار المتذلل..لم يستفد الفريسي من فرصة الوقوف أمام نور الرب ليعرف ذاته،ويُصلِح بمعونة الرب ما انعطب فيه،فبقي في ظل خطاياه الثقيلة،لم يرد ان يطهر قلبه بروح الرب،فازداد من روح الكبرياء والجهل،بدل ان يلقي خطاياه ليغفرها له الرب،لكنه ضاعفها فأعمت قلبه أكثر،فلم يكن كلامه صلاة وخشوع،بل إدانة وحكم،أعادته الى بيته مدانا" (لا تدينوا فلا تدانوا)..
أتى إلى نبع الحياة،ولم يُرِد ان يشرب،فعاد عطشانا' من علقم خطاياه..أما ذاك العشار الخاطئ في نظر الكثيرين،أدرك الغاية وعرف بحضرة من كان واقفا'،فانحنى أمام الرب لينزل حِمْلَ خطاياه الكثيرة ويطرحها أمام من (يُخرِج من الجيفة حلاوة)،قرع ابواب صدره ليفتح قلبه ويُخرِج منه كل إثم وقباحة،ويدخل إليه نور الرب،وبالحقيقة فهم واستنار،إذ بكلمات قليلة وصل لغايته وانغسل من إثمه، إذ صرخ بصمت قلبه : "اللهم ارحمني أنا الخاطئ"..معلما' إيانا فن الصلاة المستمرة بهذه الكلمات القليلة والعميقة في آن،والتي أمست لنا أعذب صلاة نغتذي بها وهي صلاة اسم يسوع (يا ربي يسوع المسيح ارحمني أنا الخاطئ)..
صعد انسانا'مُحَمّلا" بالخطايا ،فنزل مبرّرا' مُحمَّلا'بنعمة رضى الرب وبرَكَته،صعد عشارا' فأخذ من الرب أكثر مما كان يتوقع،عرف حقيقة نفسه فاتضع (تواضع)،فرفعه الرب الذي يقيم البائِس والمسكين من المزبلة (خطاياه).أحبَّ الله أكثر من ذاته الخاطئة،عكس الفريسي المتكبر المرائي الذي ركَّز على نفسه هو،فنسي اللهَ،ولم يتعلم من تواضع الله نفسه،ولا من أخيه العشار..ولم يَعلمْ أنه إن أراد أن يتخلص من الكبرياء (أشنع الخطايا) ما عليه إلا ان ي(كُبَّ) ال(رِياء) ،ويكون في صدق وبساطة اﻷطفال،الذين إن شابهناهم نصل لغايتنا دون تعب محمولين بنعمة الرب المتواضع الذي سبق وقال لنا : " تعلَّموا مني فإني وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم"..
له وحده المجد واﻹكرام والسجود كل حين،وإلى دهر الداهرين..آمين..


الأرشمندريت باييسيوس.


الساعة الآن 12:02 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025