![]() |
مار يوسف شفيعه ومثاله
https://upload.chjoy.com/uploads/164616052258551.jpg كان الطاعون قد فشا في احدى المدن وكان يفتك بالفقراء اكثر من فتكه بغيرهم ، فدخل يوما احد الكهنة كوخا صغيرا لزيارة رجل شيخ مصاب بذلك الداء القتال فرآه وحده متمددا على فراش من تبن وقد باع كل اثاثه الحقير ليقتات بثمنه وترك له فاسا ومنشارين ليشتغل بها عند تمكنه من الشغل وكان ذلك كل ما يملكه . فاخذ الكاهن يشجعه على قبول الموت بخضوع تام مسليا اياه بقرب مغادرته هذا العالم المملوء اتعابا ومشقات فاجابه الشيخ المدنف قائلا : اني لم اصادف اتعابا في الدنيا لاني قد اتخذت مار يوسف شفيعا ومثالا لي ومنه تعلمت ان لا اشكو شيئا البتة فما حسدت احدا ولا بغضت احدا وكنت دائما انام نوما هادئا بعد تعب النهار . وقد ربحت خبزي بهذه الالات المعلقة على الحائط . اني فقير أي فقر ولكن مار يوسف كان ايضا كذلك واذا عادت اليَّ صحتي فسأواصل شغلي حتى اخر رمق من حياتي لا انفك شاكرا الله على اعتنائه بي .فتعجب الكاهن من جوابه المفعم حكمة وقال له : ما دمت قد عشت فرحا وصبورا فسلم ارادتك لمشيئة الله الذي يدعوك اليه . فاجابه المريض : اني لقد عرفت اسلوب الحياة والان ايضا اعرف اسلوب الموت واشكر الله الذي خلقني والذي بواسطة الموت يدعوني اليه وها قد دنت ساعتي . استودعك الله يا ابانا قال هذا وفاضت روحه فالطوبى لهذا العبد الامين والرجل التقي الذي خبر الحياة وخبر الموت بشفاعة مار يوسف شفيعه ومثاله . فلنحاول نحن ايضا في هذا الشهر المبارك الاقتداء بهذا الاب الحنون ولنتعلم منه اسرار الحياة الصالحة والميتة الصالحة . |
الساعة الآن 09:51 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025