![]() |
لقد كان راهبا
https://upload.chjoy.com/uploads/162660171704391.jpg لقد كان راهبا . كان عائشا ولكنه ميتا عن العالم غريب عنه تائها فِي بَرَارِيَّ وَجِبَال وَمَغَايِرَ وَشُقُوقِ الأَرْضِ لم يكن له أي متع عالمية، لم يعيش ليشتهي شيئا ، كان ملاكا لا يفتر من التسبيح ( فهو عاش راهبا ) . حياته تختلف عنا جميعا، يبدأ يومه بينما نحن في اعماق النوم ، كان يصحي عند انتصاف الليل لينتظر العريس متى يقرع لكي يفتح له للوقت ، كان ينتظره بالتسابيح والصلوات وبعدها أخذ الجسد الطاهر والدم الكريم . بعدها يذهب لعمله ، لم يكن عالة على أحد بل كان يعمل ويشقى ويتعب كل يوم ليأكل وليعطي ما يزيد عن حاجته للمساكين . وعند غروب الشمس يذهب الى غرفته الوحيدة التي له مع أنها ليست له بل سيسكن بها آخر عندما يرجع لموطنه . كان الشئ الوحيد الذي يملكه هو " قبره " مثل أبيه إبراهيم هذا ما كان يذكر باسمه ( فهو كان راهبا ) . عندما يموت شخص منا بدون ابناء له يصرخ الناس ويفجعوا لأنه ليس من رائحته شيئا كما يقال لانه لم ينجب أحد لكي يحمل أسمه . ولكن هذا عاش بدون زواج بدون ابناء ويا حسرتا اباه وامه وهم يبكون عليه لانه بعد عنهم والى الابد … بموته يظنون أنه سينتهي ذكره ولكن ذكري الصديق تدوم الي الابد . ( فهو عاش راهبا ) . لقد بدأت الحرب.. فمنذ خروجه من العالم ليعيش تلك الحياة النقية بدأ أيضا عدوه مترصدا له ، لقد بدأت الحرب والقتال بينهم.. حرب حتى الموت . هناك من سيخرج منتصرا وهناك من سَيخسر، هذه أصعب أنواع الحرب فهي حرب لم يكن لها مثيل .. هي حرب ليست ليوم أو سنة بل حرب حتي الموت أما ان ينتصر فيها ويخلد اسمه أو ان يخسر ويموت وينتهي ذكره ( فهو عاش راهبا ) . لقد أخذ من الجنود القدماء طريقه.. تعلم منهم اساليب القتال والفتك بالعدو وكيفية الانتصار… لقد حمل سلاح الله الكامل .. أتخذ الإيمان ترسا له .. والكلمة سيفا.. والخلاص خوذة له . لقد تعلم وتدرب على أساليب القتال من مرشديه لقد عرف حيل العدو وعرف الصبر، لقد كان يفوق الجميع احتمالا وصبر وقوة بالرغم من منظره الذي يبدوء ضعيفا . كان مخوفا جدا لاعدائه، كان مرهب بهذه الاسلحة وكانت عظمته قوية جدا.. وبالرغم من كل ذلك كان يرى نفسه ضعيفا كان يرى نفسه آخر الكل ، كان يرى قوته في تلك النعمة التي تحيط به والقوة التي تغطيه وتحرسه لقد كان باتضاعه منتصرا جبارا ( فهو كان راهبا ) |
الساعة الآن 09:27 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025