![]() |
ابونا اندراوس
ابونا اندراوس
https://upload.chjoy.com/uploads/159353099447471.jpg كلما نظرت لهذا الوجه الملائكي أخجل من نفسي و أردد تلك الأية:أنت بلا عذر أيها الأنسان. شاب كفيف يختار الرهبنة في أفقر أديرة مصر في عمق الصحراء. بل و يرفض ان يغادر ديره و يفضل أن يبقى وحيدا فيه لعدة أشهر بينما الرهبان المبصرين غادروه عندما نفذ الخزين و الطعام، أما هو فبقي وحيدا يعيش على فتات الخبز الجاف المتبقي لعدة أشهر. لم يخشى بدو الصحراء الذين ينتظرون أن يخلو الدير ليستولوا عليه، لم يخشي وحوش البرية و زواحفها، لم يخشى جوعا او عطشا بل أختبر بصدق حياة التسليم. إنها شجاعة البسطاء أو بساطة الشجعان. هؤلاء الذين يملأون الدنيا ضجيجا من فلسفات الكلام عن الطريق إلى الله و التأله، عن التنوير و التبرير، أنظروا لوجهه الملائكي و تأملوا في جهاده كم مأساة عاشها و كم تجربة مررت نفسه النقية، لم يتذمر على مدى سنوات عمره التي تجاوزت المئة من الألم، بل كان دائم الشكر ، بينما يبحث الشباب المبصرين و المنهكين فكريا عن عقائد منحرفة لتريح ضمائرهم من أفكار الجهاد و الألم في طريق الملكوت. هؤلاء المتفلسفين من أصحاب المدارس و المدونات ربما يخشى بعضهم و يفزع و هم المبصرين من قضاء ليلة واحدة من تلك الليالي الطويلة التي قضاها ابونا القديس وحيدا في البرية و هو كفيف. كم يدهشنا جهادك و كيف سيكون مجدك في الأبدية؟ سيرتك و بصيرتك الروحية تجعلنا نخجل من أنفسنا و نحن المبصرين. صلى لأجلنا لينير الله عيون قلوبنا و أفهام عقولنا لنعاين في بساطتك بهاء مجده. |
الساعة الآن 07:52 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025