هل أنا حقا غلبان ؟


قابلنى زوج و قال لى ( انا غلبان )
و بعد فترة قابلتنى زوجته و قالت لى ( انا غلبانة )
و فى نفس اليوم قابلت اب كاهن فقال لى ( انا غلبان قوى ) فرد الأب الراهب الذى كان يرافقه لزيارتى قائلا ( لأ, ده انا غلبان اكتر )
دخلت بعدها مخدعى و عبارة ( انا غلبان ) تدوى فى اذنى كصدى لما سمعته طول النهار . فسالت نفسى و هى معى الآن ( هل انا حقا غلبان؟) و جلت ببصرى فى ارجاء حجرتى فرأيت صورة للرب يسوع مكللا بالاشواك .. فوجدت نفسى تهتف ( لا يارب . لا يوجد انسان اسمه غلبان , لأن الانسان حينما يريد يقدر حتى لو افنى لحمه و جسده كى يحقق مراده ... لكنى اكتشفت اليوم انك انت الوحيد الغلبان ) نعم و انا اراك تبحث عن راحة وسعادة كل ذى جسد ..تحايل ذاك , تطيب خاطر هذا , تداوى هناك , و ترزق ارزاقا للحيوان و الانسان ..

و فى وسط هذا كله تنتظر ان تجد راحة فى قلب تائب فلا تجد

و يكون الرد دائما : ( ليس لك مكان بالمنزال !)

اه ياربى يسوع قدسك الغلبان الوحيد ,
لانك بكل حيلة و بوسائل متباينة تحاول اسعادى و اشباعى و امتاعى ولا تجد فى القلب التائب المجاهد حقا للتوبة .

فكل شهوة اريدها اصل اليها و بكل القلب و الجهد اسعى لاتمامها ,

اما قرعاتك على باب ضميرى و حواسى و نداءاتك المتكررة للرجوع عن الاثم

لا تجد منى الا الأذن الصماء ..

ووجهك الذى يتقاطر منه العرق كالدم فى سعيك نحو توبتى لا يجد منى الا القفا و الصد .
حتى طلبك المذيب للقساوة ( ياابنى انا عطشان لتوبتك ) لا يجد منى الا خل السلوك المعوج و التسويف الباطل .

حقا , لا يوجد انسان غلبان , انما انت ياربى يسوع الغلبان الوحيد وسط العالم

أبونا يوسف أسعد