منتدى الفرح المسيحى - حـوار بين عـاشقـين ولحظة فـراق

هى : غدا زفافك إلى اخرى . .
فلماذا اصررت على رؤيتى اليوم ؟

هو : كى اودعك قبل الرحيل .

هى : ما ارحم الرحيل بلا وداع .

هو : اردت ان اراك للمرة الأخيرة قبل أن . .

هى : قبل ان تعقد جوازك على إمراة اخترتها بعقلك ..

هو : انتى تعلمين انى لم اخترها بارداتى ..

هى : حديث عقيم اعتاد العشاق على ترديده عند
المحطة الأخيرة من الحكايه . .
فترفع عنه حفاظا على صورة جميله لك فى قلبى . .

هو : تصرين على ذبحى بسخريتك .

هى : ذبحك ؟ ومن انا كى اذبحك يا سيدى ؟ انا مجرد بطلة . .
ادت دورها فى حكايتك بكل صدق وغباء ..

هو :انتى كل شى ..

هى : انا بقايا حكاية فاشلة . .
ختمتها بقانون العقل . . ثم جئت الان كى
تتلاعب بالبقايا ..

هو : اتلاعب ؟ تدركين جيدا ان إحساسى نحوك كان صادقا ..

هى : كان صادقا . . وكذب !

هو : افهمينى ارجوك . .
يمر الانسان بظروف تجبره على التخلى عن اشياء يولمه التنازل عنها . .

هى : لم يبق لى الحزن مساحه لفهم اشياء لم تعد تجدى ..

هو : انا احببتك جدا . . كنت عمرى كله..

هى : لم اكن عمرك كله . . كنت مرحلة من
عمرك وانتهت ..

هو : كانت اجمل مراحل العمر . .
إنك تلك المرحلة من العمر التى لاتطفى
السنوات انوارها ابدا . . ولاتغلق الايام ابوابها .

هى : .....................

هو : لماذا انت صامته ؟ نظراتك الدامعه تكاد تقضى على اخر خيوط المقاومه داخلى.

هى : غدا زفافك . . فماذا يجب ان اقول ؟
هل اتظاهر بالفرح ؟ هل اغنى لك أغنيه الزفاف
التى يصرخ بها قلبي الآن ؟

هو : اعلم ان لحظات الفراق مؤلمة ..

هى: ليس دائما سيدى . . فاحيانا لاتكون مؤلمة . .
احيانا تكون قاتله . . كالجلطه الدماغية . . تدمر
كل خلاينا ولايتبقى الا الصمت . .

هو : يؤلمك فراقى ؟

هى : فراقك يقتلنى . . يرفعنى من فوق هذه الارض . .

ياخذنى الى اعلى ارتفاع فوق الكره الارضيه .
. ويلقى بى بلا انتهاء.

هو : ماذا تتمنين الان ؟

هى : اتمنى ان افقد ذاكرتى ..

هو : كى تمسحى تفاصيلى معك و منك ؟

هى : كى انسى موعد إعدامى غدا . .
كى لاتلمحك عيناى وانت تتقدم فى اتجاه اخرى . .
حاملا بيديك عمرى كله كى تنثره تحت قدميها ..

هو : لاتحملى قلبى فوق طاقته . . فبى الحزن الكثير ..

هى : بل انا يا سيدى من يتحمل الان فوق طاقته . .
فلا احد يعلم مرارة إحساس إمراة عاشقه ليله
زفاف فارسها إلى اخرى..

هو : لكن قلبى سيبقى معك

هى : وماينفعنى قلب رجل مضى كى يمنح

جسده وحياته وعمره سواى . .

تاركا خلفه هذا الكم المخيف من الحزن و

الذكرى والعذاب والحنين . . وبقايا امراة

ترى. . هل ستمنحها اطفالى ؟

هل تتذكر اطفال احلامنا ؟ اطلقنا عليهم اسماء

ذات مساء دافئ بالحب ..

هو : بكائك يمزقنى .

هى : لايجب ان تتمزق او تحزن . .

يجب ان تكون فى قمة فرحك وقمة اناقتك وقمة

قسوتك . . فغدا ليلة عمرك ..

هو : ليالى عمرى انتى . . واعلم انى ضيعتها ..

هى : وليالى عذابى انت . . اعلم انها ستضيعنى ..

هو : لا استحق منك كل هذا الحزن ..

هى : وانا لا استحق منك كل هذا الخذلان ..

هو : خذلتنى الظروف فخذلتك . . سامحينى . .

اغفرى لقلبى الذى احبك . . اغفرى لظروفى التى خذلتك . .

هى : قد اغفر يوما . . لكن هل سانساك ؟

هو : قد ياتى النسيان يوما . . فيسقطنى من اجندة ذاكرتك .

هى : اخشى ان ياتى بعد ان افقد القدرة على البدء من جديد ..

هو : سارحل الان . . شكرا على اجمل عمر و اغلى إحساس ..

. . ورحل و ترك ورا خلفة انسانة فى حالة انهيار