منتدى الفرح المسيحى - إكليل شوك تاج على رأسي

https://upload.chjoy.com/uploads/152245437551.jpg

الشوك يرمز إلى الخطيّة الَّتي لولاها ما كانت الأرض قد لُعِنَتْ،

ولا أنبتت شوكاً وحسكاً (تك17:3،18)، فكما أنَّ الشوك سهل الاحتراق،

وعندما يشتعل يحرق كل من يقترب منه، هكذا أيضاً الخطيّة كل من يقترب منها يحترق بنارها.
وكما أنَّ الشوك يؤلـم كل من يمسكه ويُسبب له جروحاً شديدة، هكذا الخطيّة لا نجني منها سوى الآلام والأحزان.
ولو تأمّلنا منظر الإكليل لرأينا أنَّه يأخذ شكلاً دائريّاً، وهذا يُشير إلى أنَّ السيِّد المسيح قد رفع الخطيّة من دائرة العالم كلّه..
أمَّا كون الشوك أُخذ من الأرض الَّتي لُعنت فهذا يعني أنَّ المسيح جاء ليستأصل اللعنة القديمة وينزع جذور الخطيّة من الأرض، ولهذا قال أحد الآباء: " أتى ليقلع الأشواك من الأرض".
جاء المسيح وحمل شوك الخطيّة على رأسه ليُنقذنا من لعنتها، لكن إن كان من الظاهر يحمل شوكاً على رأسه، فالداخل كان يحمل خطايا ولعنات البشر، التي تجمّعت في هذا الإكليل وتراكمت على رأسه المُقدَّسة في شكل أشواكٍ.
وهكذا وضع الناس خطاياهم بأيديهم على رأس يسوع الذبيحـة الحقيقيّة، الَّذي جاء لُيذبح ويرفع خطايا العالم.
أرادوا أن يستهزأوا بملك الملوك، فماذا فعلوا؟ ألبسوه تاجاً، لا من جواهر نفيسة أو معادن كريمة بل من شوكٍ، فصار كالوردة الجميلة المُحاطة بأشواك الخُطاة! وها نحن إلى الآن لا نَملْ من التطلّع إلى جمال منظرها، أو تنسم عبير رائحتها، وهكذا حوّل المسيح إكليل اللعنة والعار إلى إكليل المجد والبهاء، قَبِلَ أن يوضع إكليل شوكٍ على رأسه ليرد آدم إلى رتبته الأولى، مُمجَّداً ومُتوَّجاً بإكليل النُصرة والغلبة، وأيضاً لكي يُسقِطْ تاج الشيطان الَّذي مَلَكَ على البشر!!