منتدى الفرح المسيحى

https://upload.chjoy.com/uploads/1499375960621.jpg

يروي الهندوس رواية غريبة عن يحمور الجمال ( نوع من الحيوانات ). إذ كان عاش يحمور في مكان ما حيث المنحدرات عبقة باستمرار برائحة مسك قوية . وكان عند صعوده للمنحدرات الخضراء يشعر بهذا العطر المنعش يخترقه بغموض وينسل عبر الغابات وفي كل مكان حيثما ذهب وفي كل لحظة .

لم يكن اليحمور يفهم من أين يأتي هذا العطر ، وكأنه نداء لا يمكن مقاومته. فأخذ يركض من غابة صغيرة لأخرى بحثاً عن مصدر هذا العطر الأخاذ. لكن بحثه كان قد استحوذ عليه شيئاً فشيئاً حتى أنه نسي أن يأكل ويشرب وينام. ولم يكن يعرف سر انجذابه لهذا العطر إلى هذا الحد. ولكن قوة ما كانت قد دفعته ليتبعه عبر الوديان والغابات حتى تضور جوعاً وتعب كثيراً فتمايل بالصدفة وانزلق على صخرة وسقط جارحاً نفسه جروحاً خطيرة.

لعق اليحمور دم صدره فاكتشف أمراً لا يصدق. إن العطر الذي كان يغمره بدون توقف كان هنا معلقاً بجسده، في غدته اللعابية المخصصة لطرح المسك مثله مثل باقي حيوانات اليحمور من نوعه. تنفس الحيوان المسكين بعمق لكي يشعر بهذه الرائحة . ولكن للأسف كانت هذه آخر مرة.

يقول المغبوط اوغسطينوس : " لقد أحببتك مؤخراً أيها الجمال. دائماً قديماً وحديثاً. نعم أحببتك مؤخراً. لقد كنت في داخلي. ولكني كنت خارجاً ومن دون أي جمال. لقد أسرعت نحو الجمال الذي أقمته والذي من دونك لن يكون موجوداً. أنت دائماً معي ولكني لست معك "