منتدى الفرح المسيحى - شوف نفسك بعدسة السما

لماذا نميل إلى تصديق ال 1% ونترك ال99% ؟

- مِنْ بين 100 شخص
99 أبدوا إعجابهم بشقته
1 قالت له الشقة ضيقة جدًا
فتأثر بال1 (خطيبته) ولم يُصَدِق ال99 !!

-مِنْ بين 100 شخص
99 أبدوا إعجابهم بها
1 فقط عاملها بقسوة وجفاء
تأثرت وصدقت ال1 (خطيبها) ، ولم تُصَدِق ال 99 !!

- في يوم حصوله على 98% في الثانوية العامة
99 شخص هنؤه بالتفوق
1 فقط لم يهنئه
فتأثر جدا بال1 (والده) ، ولم يفرح بال 99 !!
،،
لماذا نميل إلى تصديق ال1% ونترك ال99% ؟
أعتقد أن الأمر يرجع لمكان ومكانة الشخص في قلوبنا ..
فنحن غالبًا نتأثر جدًا بآراء الأشخاص طبقًا لدرجة مكانتهم في حياتنا وقلوبنا :
(الوالدين ، الأخوة ، شريك الحياة ، الصديق ... إلخ )
فهؤلاء يهمنا جدًا أراؤهم ، وهذا أمر طبيعي ..
ألم تسمع عن خبر إنتحار أحد مشاهير الغناء ، وقد ترك ورقة فيها العبارة التالية : " لم يحدث أن إحتضنني أبي ولو مرة واحدة في حياته " !!
أحضان العالم كله لم تُغنيه عن حضن أبيه ..
وكذلك الفنان المشهور الذي إنتحر مكتئبًا ، ووجدوا رسالة بها تلك العبارة :
" أقسى أنواع الوحدة أن تشعر بها مع زوجتك " !!
يبدو أننا نتأثر جدًا بالأشخاص حسل مكانتهم في قلوبنا وحياتنا ..
ألم تجلس في يوم عيد ميلادك منتظرًا تهنئة شخص بالذات ، ورغم كل الهدايا والتهاني ، إلا أنك لم تشعر ببهجة العيد إلا بتهنئة هذا الشخص بالذات !!
وكذلك يوم نجاحك ، تهنئة العالم كله شئ ، وتهنئة أحدهم فارق كبير !!
بل قد تتأثر بال Likeالتي يعطيها لك ال1 % بل قد تغنيك عن ال99 % !!
يبدو أننا نتأثر جدًا بالأشخاص حسب مكانتهم في قلوبنا وحياتنا ..

-(أصل المشكلة) :
طبيعي أن يهمني رأيك أنت يا أبي ، فمِنْ بين كل أراء البشر ، أنت وحدك أبي !!
طبيعي أن أتأثر جدًا برأيك (أنتَ / أنتِ) ، فمِنْ بين كل البشر ، إخترتك (أنتَ/ أنتِ) ، لتكون شريك الحياة ورفيق العُمر !!
لذلك فنحن فعلاً نتأثر بأراء الأشخاص حسب مكانتهم في قلوبنا وحياتنا ..

- السؤال : وما المشكلة في ذلك ؟!

أظن أنك تعرف المشكلة ، وإلا لما كنت لازلت تقرأ حتى الآن :-)
أنت تعرف الخطورة ، وتعلم مقدار الألم الذي نعانيه بسبب أراء ال 1 % وترك ال99% !!
فكم من مناسبة لم تفرح فيها بسبب ال1% ؟!
وكم من ليلة بللت دموعك فراشك بسبب ال1%:!
بل كم من مرة تمنيت فيها الموت بسبب ال1% ؟!

- السؤال : هل يوجد حل ؟!

بعض الخطوات قد تساعدني وتساعدك :
1-معرفتي وإعترافي وإحساسي وإدراكي وتشخيصي للمشكلة ، هو بداية الطريق لحلها .
2-أحتاج أن أرى نفسي بعيني الله ، فالإنسان ينظر إلى العينين ، أما الرب ينظر إلى القلب .
3- لا تضع سلامك في أفواه الناس ، مهمًا كانت مكانتهم في قلبك .
4- طبيعي أن تتأثر بالأراء السلبية لبعض الأحباء ، ولكن يجب ألا أسمح لهذا التأثير أن يطول .
5- إن كان المثل بيقول " القرد في عين أمه غزال" ، أي أن الأحباء أحيانًا يبالغون في التقدير ، فكذلك هم أحيانًا يبالغون في التقليل ، لأنه ليس نبيًا مقبولاً مِنْ أهل بيته !!
6-هذا الكلام ليس دعوة لعدم الثقة في الناس ، ولا هو للتشكيك في محبة المقربين ، إنما هو دعوة لتخفيض سقف العشم في الأحباء ، فكلنا تحت الضعف .
7- أخيرًا
لترى نفسك ، لا كما يراك الناس ،
ولا حتى كما يراك الأحباء ،
بل كما يراك الله :-)
ولا تقل إني ولد :-)
بل ليقل الضعيف بطل أنا :-)
لأن قوتي في الضعف تُكمَل :-)
لترى نفسك كما يراك أباك السماوي :-)
لترى نفسك بعدسة السماء لا بعدسة العالم المشوهة المزيفة الكاذبة الخادعة السطحية الشكلية ..